قتيله ، فقام بأمره أحسن قيام. وعبر البحر بنفسه بعد استقرار ملكه في الرابع والعشرين من شهر ذي حجة من (١) عام اثنين وثلاثين وسبعمائة ، فاجتمع مع ملك المغرب السلطان الكبير أبي الحسن بن عثمان ، فأكرم نزله ، وأصحبه إلى الأندلس ، وحباه بما لم يحب به ملك تقدّمه ، من مغربيّات (٢) الخيل ، وخطير الذخيرة ، ومستجاد العدّة ؛ ونزل (٣) الجيش على أثره جبل الفتح ؛ وتوجّه الحاجب أبو النعيم بأكبر إخوة السلطان ، مظاهرا على سبيل النّيابة ، وهيّأ الله فتحه. ثم استنقاذه بلحاق السلطان ، ومحاولة أمره كما تقدّم ، فتمّ ذلك يوم (٤) الثلاثاء الثاني عشر لذي (٥) حجة من عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة.
وزراء دولته : وزر له وزير أبيه (٦) ، وأخذ له البيعة ، وهو مثخن (٧) بالجراحات التي أصابته يوم الفتك بأبيه السلطان أبي الوليد ، ولم ينشب أن أجهز (٨) جرح تجاوز عظم الدماغ ، بعد مصابرة ألم العلاج الشديد ، حسبما يأتي في اسمه ، وهو أبو الحسن علي بن مسعود بن يحيى بن مسعود المحاربي. وترقى إلى الوزارة والحجابة وكيل أبيه محمد بن أحمد (٩) المحروق ، من أهل غرناطة ، يوم الاثنين غرّة شهر رمضان من (١٠) عام خمسة وعشرين وسبعمائة ، ويأتي التعريف بهم. ثم اغتيل (١١) بأمره ، عشيّ ثاني يوم من محرم فاتح تسعة وعشرين وسبعمائة. ثم وزر له القائد (١٢) أبو عبد الله بن القائد أبي بكر عتيق بن يحيى بن المول من وجوه الدولة ، وصدور من يمتّ بوصله ، إلى السابع عشر من رجب من العام ؛ ثم صرف إلى العدوة. وأقام رسم الوزارة والحجابة والنيابة (١٣) أبو النعيم مولى أبيه ، إلى آخر مدته ، بعد أن التأث أمره
__________________
(١) كلمة «من» ساقطة في اللمحة البدرية (ص ٩٤).
(٢) في اللمحة البدرية : «مقربات».
(٣) في اللمحة البدرية : «ونازل على أثره ...».
(٤) في اللمحة البدرية : «في يوم».
(٥) في اللمحة البدرية : «من شهر ذي حجة عام ...».
(٦) في اللمحة البدرية : «أبيه أبو الحسن بن مسعود ، وأخذ ...».
(٧) في اللمحة البدرية : «مثخن بما أصابه من الجراحات يوم ...».
(٨) في اللمحة البدرية : «أن أجهزت عليه عدواها ...».
(٩) في اللمحة البدرية : «أحمد بن محمد بن المحروق».
(١٠) كلمة «من» ساقطة في اللمحة.
(١١) في اللمحة البدرية : «ثم قتل ثاني يوم ...».
(١٢) في اللمحة البدرية : «القائد محمد بن أبي بكر بن يحيى بن مول ، المعروف بالقيجاطي ، من وجوه الدولة إلى سابع عشر من شهر رجب ...».
(١٣) في اللمحة البدرية : «والنيابة مولى أبيه القائد أبو النعيم رضوان الشهير الديانة والسعادة إلى آخر مدته ...».