محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد
ابن محمد بن نصر بن قيس الخزرجي (١)
ثالث الملوك من بني نصر ، يكنى أبا عبد الله.
أوّليّته : معروفة.
حاله : كان من أعاظم أهل بيته ، صيتا وهمّة ، أصيل المجد ، مليح الصورة ، عريق الإمارة ، ميمون النّقيبة ، سعيد النّصبة ، عظيم الإدراك ؛ تهنّأ العيش مدة أبيه ، وتملّى (٢) السياسة في حياته ، وباشر الأمور بين يديه ، فجاء نسيج وحده إدراكا ، ونبلا ، وفخارا ، وشأوا (٣). ثم تولّى الأمر بعد أبيه فأجراه على ديدنه ؛ وتقيّل (٤) سيرته ، ونسج على منواله. وقد كان الدهر ضايقه في حصّته ، ونغّصه ملاذّ الملك بزمانة (٥) سدكت (٦) بعينيه لمداخلة (٧) السّهر ، ومباشرة أنوار ضخام الشمع ، إذ كانت تتّخذ له منها جذوع في أجسادها مواقيت تخبر بانقضاء ساعات الليل ، ومضيّ الرّبع (٨) ، وعلى التزامه لكنّه وغيبوبته في كسر بيته ، فقد خدمته السّعود ، وأمّلت بابه الفتوح ، وسالمته الملوك ، وكانت أيامه أعيادا. وكان يقرض الشعر ويصغي إليه ويثيب عليه ، فيجيز الشعراء ، ويرضخ (٩) للندماء ، ويعرف مقادير (١٠) العلماء ، ويواكل الأشراف والرؤساء ، ضاربا في كل إصلاح (١١) بسهم ، مالئا (١٢) من كل تجربة وحنكة ، حارّ النّادرة ، حسن التوقيع ، مليح الخطّ ، تغلب (١٣) عليه الفظاظة والقسوة.
__________________
(١) هذه الترجمة وردت كاملة في اللمحة البدرية (٦٠ ـ ٦٩).
(٢) في اللمحة البدرية (ص ٦٠): «وتملأ السياسة حياته».
(٣) في اللمحة البدرية : «وفخامة وبأوا».
(٤) في الأصل : «وتقبل» والتصويب من اللمحة البدرية.
(٥) الزمانة : العاهة الدائمة. لسان العرب (زمن).
(٦) سدكت بعينيه : لزمتهما. لسان العرب (سدك).
(٧) في اللمحة البدرية (ص ٦١): «لمواصلة».
(٨) في اللمحة البدرية : «الهزيع».
(٩) يرضخ للندماء : يبذل لهم العطايا ؛ يقال : رضخ له من ماله يرضخ رضخا إذا أعطاه. لسان العرب (رضخ).
(١٠) في الأصل «مقادر» والتصويب من اللمحة البدرية.
(١١) في اللمحة البدرية : «اصطلاح».
(١٢) في اللمحة البدرية : «مليّا».
(١٣) في اللمحة البدرية : «يغلب».