فأنشد عند موته : [السريع]
مات أبو زيد فواحسرتا |
|
إن لم يكن قد (١) مات من جمعه |
مصيبة لا غفر الله لي |
|
أن كنت أجريت لها دمعه](٢) |
وتمادى (٣) بها أمره ، [يقوم بها حاشيته ، وقد ارتاح إليها متولّيها بعده ، المترفّع بدولته ، القائد الشهير ، البهمة أبو بكر بن المول. حدّث قارىء العشر من القرآن بين يدي السلطان ، ويعرف بابن بكرون ، وكان شيخا متصاونا ظريفا ، قال : عزم السلطان على تقديم هذا الرجل وزيرا ، وكان السلطان يؤثر الفأل ، وله في هذا المعنى وساوس ملازمة ، فوجّه إليّ الفقيه الكاتب صاحب القلم الأعلى يومئذ ، أبو عبد الله بن الحكيم المستأثر بها دونه ، والمتلقّف لكرتها قبله ، وخرج لي عن الأمر ، وطلب مني أن أقرأ آيا يخرج فألها عن الغرض ؛ قال : فلمّا غدوت لشأني تلوت بعد التعوّذ قوله ، عزّ وجلّ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً وَدُّوا ما عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) إلى قوله : (بَيَّنَّا)(٤) ، فلما فرغت الآية ، سمعته حاد عن رأيه الذي كان أزمعه](٥) ، وقدّم (٦) للوزارة كاتبه أبا عبد الله بن الحكيم في ذي قعدة من عام ثلاثة وسبعمائة ، وصرف إليه تدبير (٧) ملكه ، فلم يلبث أن تغلّب على أمره ، وتقلّد جميع (٨) شؤونه ، حسبما يأتي في موضعه إن شاء الله.
كتّابه : استقلّ برئاسته (٩) وزيره المذكور ، وكان ببابه من كتّابه جملة تباهى بهم دسوت (١٠) الملوك ، أدبا وتفنّنا وفضلا وظرفا ، كشيخنا تلوه وولي (١١) الرّتبة الكتابية من (١٢) بعده ، وفاصل الخطبة على أثره ، وغيره ممّن يشار إليه في تضاعيف الأسماء ، كالشيخ الفقيه القاضي أبي بكر بن شبرين ، والوزير الكاتب أبي عبد الله بن عاصم ، والفقيه الأديب أبي إسحاق بن جابر ، والوزير الشاعر المفلق أبي عبد الله اللّوشي (١٣) ،
__________________
(١) كلمة «قد» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم الوزن والمعنى معا.
(٢) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.
(٣) في اللمحة البدرية : «وتمادى أمره برهة».
(٤) سورة آل عمران ٣ ، الآية ١١٨.
(٥) ما بين قوسين ساقط في اللمحة البدرية.
(٦) في اللمحة البدرية : «أنهض للوزارة كاتبه وكاتب أبيه الوزير الصدر الحاج المحدّث أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن الحكيم اللخمي الرندي في ذي قعدة ...».
(٧) في اللمحة البدرية : «تدبيره وألقى في يده أزمّة الملك فلم يلبث ...».
(٨) في اللمحة البدرية : «كافة».
(٩) في اللمحة البدرية (ص ٦٤): «برياسة القلم الأعلى وزيره ، وكان كتّابه جملة ...».
(١٠) في اللمحة البدرية : «بهم الدول أدبا ...».
(١١) في اللمحة البدرية : «ولي».
(١٢) كلمة «من» ساقطة في اللمحة البدرية.
(١٣) في اللمحة البدرية : «اللوشي ، والرئيس أبي محمد ...».