سنة تسع وعشرين وأربعمائة (١). وولي بعده حفيده عبد الله بن بلكّين بن باديس ، إلى أن خلع عام ثلاثة وثمانين وأربعمائة ، وتصيّر أمرها إلى أبي يعقوب يوسف بن تاشفين ملك لمتونة عند تملّكه الأندلس ، ثم إلى ولده عليّ بن يوسف. وتنوّب إمارتها جملة من أبناء الأمراء اللمتونيين وقرابتهم كالأمير أبي الحسن علي بن الحاجّ وأخيه موسى ، والأمير أبي زكريا يحيى بن أبي بكر بن إبراهيم ، والأمير أبي الطّاهر تميم ، والأمير أبي محمد مزدلي ، والأمير أبي بكر بن أبي محمد ، وأبي طلحة الزّبير بن عمر ، وعثمان بن بدر اللّمتوني ، إلى أن انقرض أمرهم عام أربعين وخمسمائة.
وتصيّر الأمر للموحّدين ، وإلى ملكهم أبي محمد عبد المؤمن بن علي (٢) ، فتناوبها جملة من بنيه وقرابته ، كالسيّد أبي عثمان ابن الخليفة ؛ والسّيّد أبي إسحاق ابن الخليفة ؛ والسّيّد أبي إبراهيم ابن الخليفة ؛ والسيد أبي محمد ابن الخليفة ؛ والسيد أبي عبد الله ، إلى أن انقرض منها أمر الموحّدين.
وتملّكها المتوكّل على الله أمير المؤمنين أبو عبد الله محمد يوسف بن هود (٣) في عام ستة وعشرين وستمائة ، ثم لم ينشب أن تملّكها أمير المسلمين الغالب بالله محمد بن يوسف بن نصر الخزرجي ، جدّ هؤلاء الأمراء الكرام موالينا ، رحم الله من درج منهم ، وأعان من خلفه ، إلى أن توفي عام أحد وسبعين وستمائة. ثم ولي الأمر بعده ولده وسميّه محمد بن محمد ، فقام بها أحمد قيام ، وتوفي عام أحد وسبعمائة. ثم ولي بعده سميّه محمد إلى أن خلع يوم عيد الفطر من عام ثمانية وسبعمائة ، وتوفي عام أحد عشر وسبعمائة في ثالث شوّال منه. ثم ولي بعده أخوه نصر بن مولانا أمير المسلمين أبي عبد الله ، فأرتب أمره ، وطلب الملك اللّاحق به مولانا أمير المسلمين أبو الوليد إسماعيل بن فرج ، فغلب على الإمارة ، ثاني عشر ذي القعدة من عام ثلاثة عشر وسبعمائة ؛ وانتقل نصر إلى وادي آش مخلوعا ، موادعا بها إلى أن مات عام اثنين وعشرين وسبعمائة. وتمادى ملك السلطان أمير المسلمين أبي الوليد إلى السادس والعشرين من رجب عام خمسة وعشرين وسبعمائة ، ووثب عليه بعض قرابته فقتله ،
__________________
(١) كذا في اللمحة البدرية (ص ٣١) وأعمال الأعلام (القسم الثاني ص ٢٢٩). وفي ترجمة حبوس بن ماكسن في هذا الجزء : «توفي بغرناطة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة».
(٢) حكم عبد المؤمن بن علي الموحدي المغرب سنة ٥٢٤ ه. وفي سنة ٥٤١ ه ضمّ الأندلس إلى المغرب. وتوفي سنة ٥٥٨ ه. ترجمته في البيان المغرب ـ قسم الموحدين (ص ٧٩) والمعجب (ص ٢٦٢ ، ٢٦٥ ، ٢٩٢) ، والحلل الموشية (ص ١٠٧).
(٣) هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن هود ، مات قتلا سنة ٦٣٥ ه. وسوف يترجم له ابن الخطيب في الجزء الثاني من الإحاطة.