بسم الله الرّحمن الرّحيم
أحمد بن خلف بن عبد الملك الغساني القليعي (١)
من أهل غرناطة ، يكنى أبا جعفر ، من جلّة أعيانها ، تنسب إليه الساقية الكبرى المجاورة لطوق الحضرة إلى إلبيرة ، وما والاها.
حاله : قال ابن الصّيرفي : كان الفقيه أبو جعفر القليعي ، من أهل غرناطة ، فريد عصره ، وقريع دهره ، في الخير والعلم والتّلاوة ؛ وله حزب من اللّيل ، وكان سريع الدّمعة ، كثير الرّواية ؛ وهو المشار إليه في كل نازلة ، وله العقد والحلّ والتقدّم والسّابقة ، مع منّة في جلائل الأمور ، والنّهضة بالأعباء وسموّ الهمّة.
غريبة في شأنه : قال : كان باديس بن حبّوس أمير بلده يتفرّس فيه أن ملك دولته ينقرض على يديه ، فكان ينصب لشأنه أكلبا ، ويتملّظ بسيفه إلى قتله ، فحماه الله منه بالعلم ، وغلّ يده ، وأغمد سيفه ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
مشيخته : روى (٢) عن أبي عمر بن القطّان ، وأبي عبد الله بن عتّاب ، وأبي زكريا القليعي ، وأبي مروان بن سراج ؛ وكان ثقة صدوقا ، أخذ عنه الناس.
محنته : ولمّا أجاز أمير لمتونة يوسف بن تاشفين البحر مستدعى إلى نصر المسلمين ، ثاني حركاته إلى الأندلس ، ونازل حصن أليط (٣) ، وسارع ملوك الطوائف
__________________
(١) ترجمة القليعي في مذكرات الأمير عبد الله (ص ١١٧) والصلة (ص ١٢٤) ، وجاء في الصلة أنه : «أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب الغساني».
(٢) قارن بالصلة (ص ١٢٥).
(٣) اختلف المؤرّخون الذين تحدّثوا عن حصار هذا الحصن في كتابة اسمه فرسموه : «ألييط» و «أليط» و «ليط» و «الليط» و «لبّيط» و «يلبط» و «يلبيط» و «ليّيط». راجع في ذلك كتاب : مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر (ص ٢٠٤).