أحمد بن عمر بن يوسف بن إدريس بن عبد الله
ابن ورد التميمي
من أهل ألمريّة. يكنى أبا القاسم ، ويعرف بابن ورد.
حاله : قال الملّاحي : كان من جلّة الفقهاء المحدّثين. قال ابن الزّبير كذلك ، وزاد : موفور الحظّ من الأدب والنحو والتاريخ ، متقدّما في علم الأصول والتّفسير ، حافظا متقنا ، ويقال إن علم المالكيّة انتهت إليه الرياسة فيه ، وإلى القاضي أبي بكر بن العربي ، في وقتهما ، لم يتقدّمهما في الأندلس أحد بعد وفاة أبي الوليد بن رشد. قال : أخبرني الثّقة أبو عبد الله بن جوبر عن أبي عمر بن عات ، قال : حديث ابن العربي ، اجتمع بابن ورد ، وتبايتا ليلة ، وأخذا في التّناظر والتذاكر ، فكانا عجبا. يتكلّم أبو بكر فيظن السامع أنه ما ترك شيئا إلّا أتى به ، ثم يجيبه أبو القاسم بأبدع جواب ينسي السامعين ما سمعوا قبله. وكانا أعجوبتي دهرهما. وكان له مجلس يتكلّم فيه على الصّحيحين ، ويخصّ الأخمسة بالتفسير.
حلوله غرناطة : قال المؤرّخون : ولّي قضاء غرناطة سنة عشرين ، فعدل وأحسن السّيرة ، وبه تفقّه طلبتها إذ ذاك.
مشيخته : روي عن أبي علي الغسّاني ، وأبي الحسن بن سراج ، وأكثر عنه ، وأبي بكر بن سابق الصقيلي ، وأبي محمد بن عبد الله بن فرج ، المعروف بالعسّال الزّاهد ، ولازمه ، وهو آخر من روى عنه. ورحل إلى سجلماسة ، وناظر عند ابن العوّاد. وروي أيضا عن أبي الحسن المبارك ، المعروف بالخشّاب ، وكان الخشّاب يحمل عن أبي بكر بن ثابت الخطيب وغيره.
من روى عنه : وروى عنه جماعة كأبي جعفر بن الباذش ، وأبي عبيد الله ، وابن رفاعة ، وابن عبد الرحيم ، وابن حكيم وغيرهم. وآخر من روى عنه ، أبو القاسم بن عمران الخزرجي بفاس.
وفاته : توفي بألمريّة في الثاني عشر لرمضان سنة أربعين وخمسمائة.
أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن علي الأموي (١)
يكنى أبا جعفر ، ويعرف بابن برطال ، أصله من قرية تعرف بحارة البحر من وادي طرّش نصر ، حصن منتماس من شرقي مالقة ، من بيت خير وأصالة ،
__________________
(١) ترجمة أحمد بن محمد الأموي ، المعروف بابن برطال ، في تاريخ قضاة الأندلس (ص ١٨٥) ، والكتيبة الكامنة (ص ١٢٥) ، واللمحة البدرية (ص ١٤٨).