وفاته : توفي في شهر ذي الحجة من عام خمسين وسبعمائة ، ودفن بجبّانة باب الفخّارين (١) في أسفل السفح تجاه القصور الحكمية ، وأتبعه الناس أحسن الثناء.
أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري (٢)
من أهل غرناطة ؛ يكنى أبا جعفر ، ويعرف بابن الباذش.
أوّليّته : أصله من جيّان ، من بيت خيريّة وتصوّن.
حاله : قال القاضي أبو محمد بن عطية : إمام في المقرئين ، ومقدّم في جهابذة الأستاذين ، راوية ، مكثر ، متفنّن في علوم القراءة ، مستبحر ، عارف بالأدب والإعراب ، بصير بالأسانيد ، نقّاد لها ، مميّز لشاذّها من معروفها. قال ابن الزّبير : وما علمت فيما انتهى إليه نظري وعلمي ، أحسن انقيادا لطرق القراءة ، ولا أجلّ اختيارا منه ، لا يكاد أحد من أهل زمانه ، ولا ممّن أتى بعده أن يبلغ درجته في ذلك.
مشيخته : تفقّه بأبيه الإمام أبي الحسن ، وأكثر الرواية عنه ، واستوفى ما كان عنده ، وشاركه في كثير من شيوخه. أخذ القراءات عرضا عن الإمام المقرئ أبي القاسم بن خلف بن النحّاس ، رحل إلى قرطبة ولازمه ؛ وعلى المقرئ أبي جعفر هابيل بن محمد الحلاسي ، وأبي بكر بن عيّاش بن خلف المقرئ ، وأبي الحسن بن زكريا ، وأبي الحسن شريح بن محمد ، وأبي محمد عبد الله بن أحمد الهمداني الجيّاني ، رحل إليه إلى جيان ، وتلا على جميع من ذكر. وروى بالقراءة والسّماع والإجازة على عالم كثير ، كأبي داود وأبي الحسن بن أخي الرّش المقرئين ، أجازا له ؛ وأبي علي الغسّاني في الإمامة والإتقان ، وقد أسمع عليه ؛ وأبي القاسم خلف بن صواب المقرئ ، وأبي عامر محمد بن حبيب الجيّاني ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد التّجيبي الشهير ، وأبي محمد بن السيد ، وأبي الحسن بن الأخضر ، وأبي محمد عبد الله بن أبي جعفر الحافظ ، وعالم كثير غير هؤلاء يطول ذكرهم.
من روى عنه : روى عنه أبو محمد عبد الله ، وأبو خالد بن رفاعة ، وأبو علي القلعي المعدّي ، وأبو جعفر بن حكم ، وأبو الحسن بن الضّحّاك ، وابنه أبو محمد عبد المنعم ، وهو آخر من حدّث عنه.
__________________
(١) كان باب الفخارين ضمن أبواب غرناطة الثمانية ، وكان يقع تجاه قرية الفخار الواقعة على أطراف غرناطة الشمالية. مملكة غرناطة في عهد بني زيري (ص ٢٩٥).
(٢) ترجمة أحمد بن علي الأنصاري في الصلة (ج ١ ص ١٣٨) ، وذكره ابن الأبار في التكملة (ج ٤ ص ٢٥٩) في ترجمة أخته مسعدة بنت علي بن أحمد بن الباذش.