تصانيفه : ألّف كتاب «الإقناع» في القراءات ، لم يؤلّف في بابه مثله ؛ وألّف كتاب «الطرق المتداولة» في القراءات ، وأتقنه كل الإتقان ، وحرّر أسانيده وأتقنها ، وانتقى لها ، ولم يتّسع عمره لفرش حروفهم وخلافهم من تلك الطرق. وألّف غير ما ذكر.
مولده : في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
وفاته : توفي ثاني جمادى الآخرة سنة أربعين وخمسمائة (١) ، وكان عمره تسعا وأربعين سنة.
أحمد بن عبد النور بن أحمد بن راشد رحمه الله
يكنى أبا جعفر ، من أهل مالقة ، ويعرف بيته بها ببني راشد. قال شيخنا أبو البركات : نقلت اسم هذا من خطّه ، ولا نعلم له نسبا إذ لم يكتبه ، وشهر بابن عبد النّور.
حاله : كان قيّما على العربية إذ كانت جلّ بضاعته ؛ يشارك مع ذلك في المنطق ، على رأي الأقدمين ، وعروض الشعر ، وفرائض العبادات من الفقه ، وقرض الشعر. وكان له اعتناء بفكّ المعمّى ، والتّنقير عن اللّغوز. وكان ذكيّ الصوت عند قراءة القرآن ، خاشعا به. رحل من بلده مالقة إلى سبتة ، ثم انتقل إلى الأندلس وأقرأ بوادي آش مدة ، وتردّد بين ألمريّة وبرجة ، يقرئ بها القرآن ، وغير ذلك مما كان يشارك فيه. وناب عن بعض القضاة وقتا ، ودخل غرناطة أثناء هذا السّفر.
مشيخته : قال : أخذ القرآن قراءة على طريقة أبي عمرو والدّاني ، على الخطيب أبي الحسن الحجاج بن أبي ريحانة المربلّي (٢) ، ولا يعلم له في بلده شيخ سواه ، إذ لم يكن له اعتناء بلقاء الشيوخ ، والحمل عنهم. ومن علمي أنه لقي أبا الحسن بن الأخضر المقرئ العروضي بسبتة ، وذاكره في العروض ، ولا أعلم هل أخذ عنه أم لا. ورأيت في تقاييدي أن القاضي أبا عبد الله بن برطال حدّثني أن ابن النّور قرأ معه الجزوليّة (٣) على ابن مفرّج المالقي تفقها ، وقيّد عليه تقييدا عرضه بعد ذلك ، على ابن
__________________
(١) في الصلة : توفي سنة ٥٤٢ ه.
(٢) نسبة إلى مربلّةMarbella ، وهي مدينة صغيرة مسوّرة ، تبعد ستين كيلو مترا إلى الغرب من مالقة : الروض المعطار (ص ٥٣٤).
(٣) الجزولية : نسبة إلى الجزولي ، وهو أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي ، النحوي المغربي المتوفّى سنة ٦١٠ ه ، وقيل : ٦٠٦ و ٦٠٧ ه. والجزولية هي المقدمة التي كتبها أبو موسى المذكور وسماها القانون ، وكلها رموز وإشارات ، اعتنى بها جماعة من الفضلاء فشرحوها. ـ