أحمد بن محمد الكرني
من أهل غرناطة.
حاله : شيخ الأطباء بغرناطة على عهده ، وطبيب الدار السلطانية. كان نسيج وحده ، في الوقار والنّزاهة ، وحسن السّمت ، والتزام مثلى الطريقة ، واعتزاز الصّنعة ؛ قائما على صناعة الطبّ ، مقرئا لها ، ذاكرا لنصوصها ، موفّقا في العلاج ، مقصودا فيه ، كثير الأمل والمثاب ، مكبوح العنان عمّا تثبت به أصول صناعته من علم الطبيعة ، سنيّا ، مقتصرا على المداواة ؛ أخذ عن الأستاذ أبي عبد الله الرّقوطي ، ونازعه بالباب السلطاني ، لمّا شدّ ، واحتيج إلى ما لديه في حكم بعض الأموال المعروضة على الأطبّاء ، منازعة أوجبت من شيخه يمينا أن لا يحضر معه بمكان ، فلم يجتمعا بباب السلطان بعد ، مع التمسّك بما لديهما ، وأخذ عن ابن عروس وغيره ، وأخذ عنه جملة من شيوخنا كالطبيب أبي عبد الله بن سالم ، والطبيب أبي عبد الله بن سراج وغيرهما.
حدّثني والدي بكثير من أخباره في الوقار وحسن الترتيب ، قال : كنت آنس به ، ويعجبني استقصاؤه أقوال أهل هذا الفن من صنعته ، على مشهوره ، فلقد عرض عليه ، لعليل لنا ، بعض ما يخرج ، وفيه حيّة ، فقال على فتور ، وسكونة ، ووقار كثير : هذا العليل يتخلص ، فقد قال الرئيس ابن سينا في أرجوزته : [الرجز]
إن خرج الخلط مع الحيّات |
|
في يوم بحران فعن حياة |
وهذا اليوم من أيام البحرانية ، فكان كما قال.
وفاته : كان حيّا سنة تسعين وستمائة.
أحمد بن محمد بن أبي الخليل ، مفرّج الأموي (١)
مولاهم ، من أهل إشبيلية ، يكنى أبا العباس ، وكناه ابن فرتون أبا جعفر وتفرّد بذلك ، يعرف بالعشّاب ، وابن الرّوميّة ، وهي أشهرهما وألصقهما به.
أوّليّته : قال القاضي أبو عبد الله (٢) : كان ولاء (٣) جدّه أحد أطباء قرطبة ، وكان قد تبنّاه ، وعن مولاه أخذ علم النبات.
__________________
(١) ترجمة أحمد بن محمد ابن الرومية في اختصار القدح المعلى (ص ١٨١) ، والذيل والتكملة (السفر الأول ص ٤٨٧) ، والتكملة (ج ١ ص ١٠٧) ، ونفح الطيب (ج ٣ ص ٣٤١).
(٢) هو ابن عبد الملك المراكشي ، وهذا النص في كتابه : الذيل والتكملة (السفر الأول ص ٤٨٨).
(٣) في الأصل «والد» والتصويب من الذيل والتكملة ، وجدّه هو : مفرج.