ومن بين هذه الدلائل :
أن شهرة نسبة هذا الكتاب للداغستاني دفعت بعض معاصرية (أي الداغستاني) من الأدباء أن يقرنوا بينهما في بعض القصائد الشعرية التي نظمت إشادة بمجهود هذه الشخصية الأدبية في التأريخ لأدباء المدينة في تلك الفترة ، ومن هؤلاء الأدباء السيد زين العابدين بن محمد بن علي البرزنجي الذي يقول في قصيدة له :
إمام بدا للناس ، والدهر تحفة |
|
همام ، نمى من طيبة نفحة الزهر |
أما الشاعر «يحيى بن هاشم المدني» الذي أهدى قصيدة للمؤلف ليضمنها كتاب «تحفة الدهر» فإنه يذكره باسمه قائلا :
فلأنت حسان الزمان فكن به |
|
بسما طباق الشعر بدرا نيرا |
واسلم لنا «عمرا» لملة قصدنا |
|
تحمي بسيف لانتقادك أخضرا |
كما تقوم دلائل أخرى من الكتاب نفسه ، من بينها اشتماله على ترجمة لأبي بكر ابن المدرس عبد السلام الداغستاني ، ولقد أشير في مقدمة هذه الترجمة أنه أخ للمؤلف نفسه.
كما نجد أديبا كعبد الرزاق البيطار ، في القرن الثالث عشر الهجري ، يؤكد عند تدوينه لترجمة «عمر الداغستاني» نسبة هذا المؤلّف إليه.
الكتاب : قسم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول :
الفصل الأول : في السادة الأشراف.
الفصل الثاني : في العلماء الطيبين الأوصاف.
الفصل الثالث : في العلماء الكرام.
الفصل الرابع : في الأدباء الفخام.
ويبدو أن القاعدة التي اتبعها المؤلف في تجزئته لكتابه تستند إلى النظام الاجتماعي السائد في تلك الفترة ، أكثر من استنادها على مقاييس أدبية محددة. كما أننا نلاحظ عدم قدرته على توضيح الأسس العلمية التي انطلق منها في التمييز بين أدباء الفصلين الثاني والثالث ، وكان بالإمكان أن