الشريفة متعينة والرعاية لتعظيم حرمتها لكل خير متضمنة والوسيلة [تبشر](١) شرفها شائعة والفضيلة لا شتات معاهدها جامعة لأنها طابة ذات الحجر المفضلة ، ودار الهجرة المكملة وحرم النبوة المشرف بالآيات المنزلة والبقعة التي تهبط الإملاك عليها «والمدينة التي يأرز (٢) الإيمان إليها» (٣)(٤) والمشهد التي تفوح أرواح نجد من ثياب زائريه والمورد الذي لا تروى من الشوق إليه غلة واردية والبقعة التي خصها الله تعالى بالنبي الأطهر «والحومة التي فيها الروضة المقدسة بين القبر والمنبر» (٥) والتربة التي سمت على الآفاق بساكنها وفضلت على جميع بقاع الأرض بالبقعة [التي](٦) هي أفضل أماكنها.
بقعت ضمت الرسول تسامت |
|
وعلا قدرها على الآفاق |
فهي عند الجميع لا شك خير |
|
من جميع الثرى على الإطلاق (٧) |
وجدير [لمواطن](٨) عمرت بالوحي والتنزيل. وتردد فيها الأمين جبريل [عليه
__________________
(١) في ب [تنشر].
(٢) بفتح أوله وسكون الهمزة وكسر الراء ، وقد تضم بعدها زاي ، وحكى ابن التين عن بعضهم فتح الراء وقال : إن الكسر هو الصواب ، وحكى أبو الحسن بن سراج بضم الراء ، وحكى القابسي الفتح ومعناه ينضم ويجتمع. انظر / فتح الباري (٤ / ١١١).
(٣) قال الحافظ ابن حجر : كل مؤمن له في نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ للتعلم منه ، وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ، ومن بعد ذلك لزيارة قبره ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والصلاة في مسجده والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه. وقال الداردي أكان هذا في حياة النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والفرق الذي كان منهم والذين يلونهم والذين يلونهم خاصة. وقال القرطبي : فيه تنبيه على صحة مذهب أهل المدينة وسلامتهم من البدع وأن عملهم حجة كما رواه الإمام مالك اه. قال الحافظ : وهذا إن سلم اختص بعصر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ والخلفاء الراشدين وأما بعد ظهور الفتن وانتشار الصحابة في البلاد ولا سيما في أواخر المائة الثانية وهلم جرّا فهو بالمشاهدة بخلاف ذلك. انظر / فتح الباري (٤ / ١١٢).
(٤) أخرجه البخاري في فضائل المدينة (٤ / ١١١) ـ الحديث (١٨٧٦). ومسلم في الإيمان (١ / ١٣١) ـ الحديث (١٤٧ / ٢٣٣). والترمذي في الإيمان (٥ / ١٨) ـ الحديث (٢٦٣٠). وابن ماجه في المناسك (٢ / ١٠٣٨) ـ الحديث (٣١١١).
(٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣ / ٧٩) ـ الحديث (١١٦١٦). والبيهقي في الكبرى في الحج (٥ / ٤٠٤) ـ الحديث (١٠٢٨١). والطبراني في الكبير (١٢ / ٢٩٤) ـ الحديث (١٣١٥٦).
(٦) سقط من «ب».
(٧) في أ [عمرت].
(٨) سقط من «أ».