إشارة إلى قوله تعالى في الشهداء : (فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(١) ، وذلك ضحى يوم الاثنين السابع من جمادى الأولى عام أحد وأربعين وسبعمائة.
محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد
ابن محمد بن محمد بن علي بن موسى بن إبراهيم بن محمد
ابن ناصر بن حيّون بن القاسم بن الحسن بن محمد
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه (٢)
حسبما نقل من خطه :
أوّليّته : معروفة ، كان وليته مثله.
حاله : هذا (٣) الفاضل جملة من جمل الكمال ، غريب في الوقار والحصافة ، وبلوغ المدى ، واستولى على الأمم حلما وأناة ، وبعدا عن الريب ، وتمسكا بعرى النزاهة ، واستمساكا مع الاسترسال ، وانقباضا مع المداخلة ، معتدل الطريقة ، حسن المداراة ، مالكا أزمّة الهوى ، شديد الشفقة ، كثير المواساة ، مغار حبل الصبر ، جميل العشرة ، كثيف ستر الحيا ، قوي النفس ، رابط الجأش ، رقيق الحاشية ، ممتع المجالسة ، متوقد الذهن ، أصيل الإدراك ، بارعا بأعمال المشيخة ، إلى جلال المنتمى ، وكرم المنصب ونزاهة النفس ، وملاحة الشّيبة ، وحمل راية البلاغة ، والإعلام في ميادين البيان ، رحلة الوقت في التبريز بعلوم اللسان ، حائز الخصل (٤) والفضل في ميدانها ، غريبة (٥) غزيرة الحفظ ، مقنعة الشّاهد (٦) ، مستبحرة النظر ، أصيلة التوجيه ، بريّة عن النّوك والغفلة ، مرهفة باللغة والغريب والخبر والتاريخ والبيان ، وصناعة البديع ، وميزان العروض ، وعلم القافية ، وتقدّما في الفقه ، ودرسا له ، وبراعة في الأحكام ، وإتقان التّدريس ، والصبر ، والدّؤوب عليه ، بارع التصنيف ، حاضر الذهن ، فصيح اللسان ، مفخرة من مفاخر أهل بيته.
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ ، الآية ١٧٠.
(٢) ترجمة محمد بن أحمد الحسني في تاريخ قضاة الأندلس (ص ٢١٠) ونثير فرائد الجمان (ص ٢٣١) وجاء فيه أنه يكنى أبا القاسم ، ونفح الطيب (ج ٧ ص ١٨٢) وبغية الوعاة (ص ١٦) والدرر الكامنة (ج ٣ ص ٣٥٢) واللمحة البدرية (ص ١٠٥ ، ١١٦) وكشف الظنون (ص ١٨٠٧).
(٣) النص في بغية الوعاة (ص ١٦) نقلا عن الإحاطة ، والسيوطي ينقل بتصرف.
(٤) كلمة «الخصل» غير واردة في بغية الوعاة.
(٥) في بغية الوعاة : «عربية».
(٦) في بغية الوعاة : «الشمائل».