عن آخرين. وقرأ على القاضي أبي القاسم بن بقيّ بن نافحة ، وأجاز له. وكتب له من أهل المشرق جماعة كثيرة ، منهم أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الصّيدلاني ، وأجاز له بأصبهان ، وهو سبط حسن بن مندة ، أجاز له في شوال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة. وتحمل عن أبي علي الحداد ، شيخ السّلفي الحافظ عن محمود الصيرفي ونظائرهما ، وجماعة من إصبهان كثيرة كتبوا له بالإجازة. وكتب له من غيرها من البلاد نيّف وثمانون رجلا ، منهم أحد وستون رجلا كتبوا له مع الشيخ المحدث أبي العباس المغربي ، والقاضي أبي عبد الله الأزدي ، وقد نصح على جميعهم في برنامجيهما ، واستوفى أبو العباس الغربي نصوص الإسترعات ، وفيها اسم القاضي أبو عبد الله بن عياض.
من روى عنه : قال الأستاذ أبو جعفر ، رحمه الله : أجاز لي مرتين اثنتين (١). وقال : حدّثني أبو عبد الله مشافهة بالإذن ، أنبأنا أبو الطاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي كتابة من دمشق ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرّازي ، المعروف بابن الحطّاب ، بالحاء المهملة ، أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب البغدادي بالفسطاط ، أخبرنا موسى بن محمد بن عرفة السمسار ببغداد ، قال أبو عمرو بن أحمد بن الفضل النّفزي : أخبرنا إسماعيل بن موسى ، أخبرنا عمر بن شاكر عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يأتي على الناس زمان ، الصّابر منهم على دينه ، كالقابض على الجمر».
هذا الإسناد قريب يعزّ مثله في القرب لأمثالنا ، ممن مولده بعد الستمائة ، وإسماعيل بن موسى من شيوخ التّرمذي ، قد خرّج عنه الحديث المذكور ، لم يقع له في مصنّفه ثلاثي غيره.
مولده : بسبتة سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
وفاته : توفي بغرناطة يوم الخميس الثامن والعشرين لجمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وستمائة.
محمد بن عياض بن موسى بن عياض بن عمر بن موسى
ابن عياض اليحصبي
من أهل سبتة ، ولد الإمام أبي الفضل ، يكنى أبا عبد الله.
__________________
(١) في الأصل : «اثنين» وهو خطأ نحوي.