مشكور التصرّف ، خفيف الوطأة. وولّي الخطابة العليّة ، مع الاستمساك بالكتابة. ولم يؤثر عنه الشعر (١) ، ولا عوّل عليه.
محمد بن محمد بن محمد بن قطبة الدّوسي
يكنى أبا بكر ، وقد ذكرنا أباه وعمّه ، ويأتي ذكر جدّه.
حاله : نبيل المقاصد في الفن الأدبي ، مشغول به ، مفتوح من الله عليه فيه ، شاعر مطبوع ، مكثر ، انقاد له مركب النظم ، في سنّ المراهقة ، واشتهر بالإجادة ، وأنشد السلطان ، وأخذ الصّلة ، وارتسم لهذا العهد في الكتابة. وشرع في تأليف يشتمل على أدباء عصره.
شعره : ومما خاطب به أحد أصحابه : [الطويل]
إذا شمت من نحو الحمى في الدّجا برقا |
|
أبى الدّمع إلّا أن يسيل ولا يرقى |
ومهما تذكّرت الزمان الذي مضى |
|
تقطّعت الأحشاء من حرّ ما ألقى |
خليليّ ، لا تجزع لمحل فأدمعي |
|
تبادر سقيا في الهوى لمن استسقى |
وما ضرّ من أصبحت ملك يمينه |
|
إذا رقّ لي يوما وقد حازني رقّا |
فنيت به عشقا وإن قال حاسد |
|
أضلّ الورى من مات في هاجر شقّا |
تلهّب قلبي من تلهّب خدّه |
|
فيا نعم ذاك الخدّ فاض بأن أشقى |
ومنها :
وكم من صديق كنت أحسب أنه |
|
إذا كذبت أوهامنا رفع الصّدقا |
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن قطبة الدّوسي (٢)
ابن عمّ المذكورين قبله ، يكنى أبا القاسم.
حاله : حسن (٣) الصورة ، لازم القراءة على شيوخ بلده ، ونظم الشعر على الحداثة ، وترشح للكتب بالدار السلطانية مع الجماعة ، ممن هو في نظمه.
__________________
(١) قال عنه ابن الأحمر إنّ الشعر فتح له بابه وهو صغير ، وأتى منه بما ملأ الأقطار بالكثرة ، وأورد له بعض في «نثير فرائد الجمان» (ص ٣١٩ ـ ٣٢٠).
(٢) ترجمة أبي القاسم محمد بن محمد ابن قطبة الدوسي في الكتيبة الكامنة (ص ٢٧٢).
(٣) يبدو أن نظرة ابن الخطيب لأبي القاسم تغيرت عند تأليف الكتيبة الكامنة ، فهو هناك يذمّه وينعته بأقبح النعوت ، على خلاف ما ورد هنا.