ومن شعره ، كتب إليّ بما نصّه : [الكامل]
احسب وحدّه يوم رأسك ربما |
|
تعطي السّلامة في الصراع سلّما |
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن قطبة الدّوسي
أخو الفقيه أبي بكر بن القاسم بن محمد المذكور.
حاله : شاب حسن فاضل ، دمث ، متخلّق ، جميل الصورة ، حسن الشكل ، أحمر الوجنتين. حفظ كتبا من المبادىء النحوية ، وكتب خطّا حسنا ، وارتسم في ديوان الجند مثل والده ، وهو الآن بحاله الموصوفة.
شعره : قيّد أخوه لي من الشعر الذي زعم أنه من نظمه ، قوله : [المتقارب]
حلفت بمن ذاد عنّي الكرى |
|
وأسهر جفني ليلا طويلا |
وألبس جسمي ثياب النّحول |
|
وعذّب بالهجر قلبي العليلا |
ما حلت عن ودّه ساعة |
|
ولا اعتضت منه سواه بديلا |
محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى
ابن عبد الرحمن بن يوسف بن جزيّ الكلبي (١)
من أهل غرناطة وأعيانها ، يكنى أبا عبد الله.
أوّليّته : تنظر في اسم أبيه في ترجمة المقرئين والعلماء.
حاله : من أعلام الشّهرة على الفتاوة ، وانتشار الذكر على الحداثة ، تبريزا في الأدب ، واضطلاعا بمعاناة الشعر ، وإتقان الخطّ ، وإيضاحا للأحاجي والملغزات. نشأ بغرناطة في كنف والده ، رحمه الله ، مقصور التّدريب عليه ، مشارا إليه في ثقوب الذهن ، وسعة الحفظ ، ينطوي على نبل لا يظهر أثره على التفاتة ، وإدراك ، تغطّي شعلته مخيّلة غير صادقة ، من تغافله. ثم جاش طبعه ، وفهق حوضه ، وتفجّرت ينابيعه ، وتوقّد إحسانه.
ولمّا فقد والده ، رحمه الله ، ارتسم في الكتابة ، فبذّ جلّة الشعراء ، إكثارا واقتدارا ، ووفور مادة ، مجيدا في الأمداح ، عجيبا في الأوضاع ، صدّيقا في النّسيب ، مطبوعا في المقطوعات ، معتدلا في الكتابة ، نشيط البنان ، جلدا على العمل ، سيّال
__________________
(١) ترجمة محمد بن جزي في الكتيبة الكامنة (ص ٢٢٣) ونثير فرائد الجمان (ص ٢٩٢) وأزهار الرياض (ج ٣ ص ١٨٩) ونفح الطيب (ج ٨ ص ٧٠).