محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم
ابن يحيى بن محمد بن الحكيم اللخمي (١)
يكنى أبا القاسم.
حاله : من كتاب «عائد الصلة» : فرع دوحة الأصالة والخصوصيّة ، والعلم والدين ، والمكانة والجلالة ، مجلي بيته ، ومجدّد مآثره برّا ، ومجاملة ، وخيريّة. نشأ بأطراف جملته من الفنون ؛ من حساب وفريضة وأدب وقراءة ووثيقة ، إلى خطّ حسن ، وأدب تكفّله ، حتى انقاد له أو كاد. أعبط في وقيعة الطاعون قاضيا ببعض الجهات ، وكاتبا للدار السلطانية ، فكانت فيه الفجيعة عظيمة.
وجرى ذكره في «التاج المحلّى» بما نصّه (٢) : «من فروع (٣) مجد وجلالة ، ورث الفضل لا عن كلالة. أشرف ، مجيد ، معظّم ، مخوّل في العشيرة ، وصل لباب المجد بفرائد الخلال الأثيرة ، وأصبح طرفا في الخير والعفاف ، واتّصف من العدالة بأحسن اتّصاف ، وسلك (٤) من سنن سلفه ، أثر هاد (٥) لا يزال يرشده ويدلّه ، ويسدّده فيما يعقده أو يحلّه ، واتّسم بميسم الحياء ، والحياء خير كله ، إلى نزاهة لا ترضى بالدّون ، ونجابة تتهالك في صون الفنون ، وطمح في هذا العهد إلى نمط في البلاغة رفيع ، وجنح إلى مساجلة ما يستحسنه من مخترع وبديع ، وصدرت منه طرف تستملح ، وتستحلى إذا استحلى. ونحن نورد ما أمكن من آياته ، ونجلي بعض غرره وشيّاته.
شعره : ومن مقطوعات آياته : [الطويل]
وهبّت فهزّت عندما أن (٦) رأت به |
|
الطّلا مثل الطفل يرضع في المهد |
وروض (٧) حباه المزن خلعة برقة |
|
وباتت رباه من حباه على وعد |
يحدّثنا عن كرمها ماء (٨) مزنها |
|
فتبدي ابتسام الزّهر في لثمة الخدّ |
عجبنا لما رأينا من برّها (٩) |
|
بدور حباب الكأس تلعب بالنّرد |
__________________
(١) ترجمة محمد بن محمد ابن الحكيم اللخمي في الكتيبة الكامنة (ص ١٩٦).
(٢) قارن بالكتيبة الكامنة (ص ١٩٦).
(٣) في الكتيبة : «فرع محمدة وجلالة».
(٤) في المصدر نفسه : «واقتفى».
(٥) في الأصل : «هذا» والتصويب من الكتيبة.
(٦) كلمة «أن» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم المعنى والوزن معا.
(٧) في الأصل : «والروض حياه» وهكذا ينكسر الوزن.
(٨) في الأصل : «ما من» وهكذا ينكسر الوزن ، ولا معنى له.
(٩) صدر هذا البيت مضطرب ، ومنكسر الوزن.