يقول : [الطويل]
أمن عادة الإنصاف والعدل أن أجفا |
|
لأن زعموا أني تحسّيتها صرفا؟ |
وأقام بقيّة عمره تحت رفد وبرّ.
وفاته : توفي في حدود التسعين وستمائة. وكان شيخنا ابن الجيّاب قد آثره بكتبه ، وكانت نفيسة أعلاها بخط أبيه ، رحمه الله.
محمد بن مالك المرّي الطّغنري (١)
من أهل غرناطة ، من ذوي البيتية والحسب فيها. ذكره الأستاذ (٢) في الكتاب المسمّى بالصلة ، والغافقي (٣) ، وغيرهما.
حاله : أديب نبيل ، شاعر ؛ على عهد الأمير عبد الله بن بلقّين بن باديس ، صاحب غرناطة. قال : وكان أولا يميل إلى البطالة والراحة. ثم إنه استيقظ من غفلته ، وأقلع عن راحته ، وأجبّ في توبته. وكان من أهل الفضل والخير والعلم.
من تواليفه : كتابه الشهير في الفلاحة ، وهو بديع ، سمّاه «زهرة البستان ، ونزهة الأذهان» ، عبرة في الظّرف. قال : وجرى له مع سماجة (٤) خليفة عبد الله بن بلقّين قصة. إذ فاجأه سماجة مع إخوان له ، ولم يشعروا به ، فأنشده ابن مالك ارتجالا ، وقد أخذ بلجام دابته : [الخفيف]
بينما نحن في المصلّى نساق |
|
وجناح العشيّ فيه جنوح |
إذ (٥) أتانا سماجة يتلألأ |
|
فردى (٦) الشمس من تجلّيه (٧) يوح |
فطفقنا يقول بعض لبعض |
|
أغبوق شرابنا أم صبوح؟ |
__________________
(١) ترجمة محمد بن مالك في الذخيرة (ق ١ ص ٨٠٥) ، والطّغنري ، نسبة إلى طغنرTignar ، إحدى قرى غرناطة. وكنيته كما جاء في الذخيرة ، أبو عبد الله.
(٢) المقصود هنا الأستاذ ابن الزبير صاحب كتاب «صلة الصلة».
(٣) هو محمد بن عبد الواحد الغافقي ، المعروف بالملاحي.
(٤) سماجة الصنهاجي من وزراء باديس بن حبوس ، صاحب غرناطة ، وكان حازما شديد السطوة ، مرهوب الجانب ، شجاعا ، جوادا ، فاضلا. ثم لزم أمير غرناطة عبد الله بن بلقين بن باديس مدة كوزير ، ثم أبعده عبد الله عن غرناطة ، فلجأ إلى ألمرية وعاش في كنف صاحبها المعتصم بن صمادح. راجع مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربر (ص ١٦١).
(٥) في الأصل : «إذا» وهكذا ينكسر الوزن.
(٦) في الأصل : «ردى» وهكذا ينكسر الوزن.
(٧) في الأصل : «تجليله» وهكذا ينكسر الوزن ولا معنى له.