محمد بن هاني بن محمد بن سعدون
الأزدي الإلبيري الغرناطي (١)
من أهل قرية سكون ، يكنى أبا القاسم ، ويعرف بالأندلسي ، وكأنها تفرقة بينه وبين الحكمي أبي نواس.
أوّليّته : قال غير واحد من المؤرخين (٢) : هو من ذرية يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : من ولد أخيه روح بن حاتم.
حاله : كان من فحول الشعراء ، وأمثال النظم ، وبرهان البلاغة ، لا يدرك شأوه ، ولا يشقّ غباره ، مع المشاركة في العلوم ، والنفوذ في فكّ المعمّى. خرج من الأندلس ابن سبع وعشرين سنة ، فلقي جوهرا المعروف بالكاتب مولى المعزّ بن المنصور العبيدي ، صاحب المغرب ، وامتدحه ، وكان لئيما ، فأعطاه مائتي درهم ، فوجد لذلك ، وقال : أههنا كريم يقصد؟ فقيل : بلى ، جعفر بن يحيى بن علي بن فلاح بن أبي مروان ، وأبو علي بن حمدون ، فامتدحهما ، ثم اختصّ بجعفر بن يحيى وأبي علي ، فبالغا في إكرامه ، وأفاضا عليه من النعم والإحسان ما لم يمرّ بباله ، وسارت أشعاره فيهما ، حتى أنشدت للمعزّ العبيدي ، فوجهه جعفر بن علي إليه في جملة طرف وتحف بعث بها إليه ، كان أبو القاسم أفضلها عنده ، فامتدح المعز لدين الله ، وبلغ المعزّ من إكرامه الغاية. ثم عاد إلى إفريقية ، ثم توجه إلى مصر ، فتوفي ببرقة.
وجرى ذكره في «تخليص الذهب» من تأليفنا بما نصّه : «العقاب الكاسرة ، والصّمصامة الباترة ، والشّوارد التي تهادتها الآفاق ، والغايات التي أعجز عنها السّباق».
وصمته : وذكره ابن شرف في مقاماته ، قال : وأما ابن هاني محمد ، فهو نجدي الكلام ، سردي النظام ، إلّا أنه إذا ظهرت معانيه ، في جزالة مبانيه ، رمى عن منجنيق ،
__________________
(١) ترجمة ابن هانىء الأندلسي في التكملة (ج ١ ص ٢٩٥ ، رقم ١٠٢١) ومطمح الأنفس (ص ٣٢٢) والمطرب (ص ١٩٢) وجذوة المقتبس (ص ٩٦) وبغية الملتمس (ص ١٤٠) ووفيات الأعيان (ج ٤ ص ٢١٥) ومعجم الأدباء (ج ٥ ص ٤٦٨) وعبر الذهبي (ج ٢ ص ٣٢٨) وشذرات الذهب (ج ٣ ص ٤١) والفلاكة والمفلوكون (ص ١٠٢) والمغرب (ج ٢ ص ٩٧) والنجوم الزاهرة (ج ٤ ص ٦٧) ورايات المبرزين (ص ١٥٠) ومرآة الجنان (ص ٣٧٥) والأعلام (ج ٧ ص ١٣٠) ونفح الطيب (ج ١ ص ٢٨٢) و (ج ٤ ص ١٨٣) و (ج ٥ ص ١٨٧).
(٢) قارن بالتكملة (ج ١ ص ٢٩٥ ـ ٢٩٦).