عناية قبل بدء الخلق سابقة |
|
من أجلها (١) كان آتيه وذاهبه |
جاءت تبشّرنا الرّسل الكرام به |
|
كالصّبح تبدو تباشيرا كواكبه (٢) |
أخباره سرّ علم الأوّلين وسل |
|
بدير تيماء ما أبداه راهبه |
تطابق الكون في البشرى بمولده |
|
وطبّق الأرض أعلاما تجاوبه |
فالجنّ تهتف إعلانا هواتفه |
|
والجنّ تقذف إحراقا ثواقبه |
ولم تزل عصمة التأييد تكنفه |
|
حتى انجلى الحقّ وانزاحت شوائبه |
سرى وجنح ظلام الليل منسدل |
|
والنّجم لا يهتدي في الأفق ساربه |
يسمو لكلّ سماء منه منفرد |
|
عن الأنام وجبرائيل صاحبه |
لمنتهى وقف الرّوح الأمين به |
|
وامتاز قربا فلا خلق يقاربه |
لقاب (٣) قوسين أو أدنى فما علمت |
|
نفس بمقدار ما أولاه واهبه |
أراه أسرار ما قد كان أودعه |
|
في الخلق والأمر باديه وغائبه |
وآب والبدر في بحر الدّجى غرق |
|
والصّبح لمّا يؤب للشرق آيبه |
فأشرقت بسناه الأرض واتّبعت |
|
سبل النجاة بما أبدت مذاهبه |
وأقبل الرّشد والتاحت زواهره |
|
وأدبر الغيّ فانجابت (٤) غياهبه |
وجاء بالذكر آيات مفصّلة |
|
يهدى بها من صراط الله لا حبه |
نور من الحكم لا تخبو سواطعه |
|
بحر من العلم لا تفنى عجائبه |
له مقام الرّضا المحمود شاهده |
|
في موقف الحشر إذ نابت نوائبه |
والرّسل تحت لواء الحمد يقدمها |
|
محمد أحمد السامي مراتبه |
له الشّفاعات مقبولا وسائلها |
|
إذا دهى الأمر واشتدّت مصاعبه |
والحوض يروي الصّدى من عذب مورده |
|
لا يشتكي غلّة الظمآن شاربه |
محامد المصطفى لا ينتهي أبدا |
|
تعدادها ، هل يعدّ القطر حاسبه؟ |
فضل تكفّل بالدّارين يوسعها |
|
نعمى ورحمى فلا فضل يناسبه |
حسبي التوسّل منها بالذي سمحت |
|
به القوافي وجلّتها غرائبه |
حيّاه من صلوات الله صوب حيا |
|
تحدى إلى قبره الزّاكي نجائبه |
__________________
(١) في الكتيبة : «من أجله».
(٢) هذا البيت والأبيات التالية غير واردة في الكتيبة الكامنة.
(٣) القاب : المقدار ، وما بين المقبض والسّية من القوس. وفي القرآن الكريم : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (٩) [النجم : ٩] ، ومحيط المحيط (قوب).
(٤) انجابت : انجلت وانكشفت. محيط المحيط (جيب).