ودمت في نعم تضفو (١) ملابسها |
|
في ظلّ عزّ علا تصفو مشاربه |
ثم الصلاة على خير البريّة ما |
|
سارت إليه بمشتاق ركائبه |
ومن شعره ما قيّده لي بخطه صاحب قلم الإنشاء بالحضرة (٢) المرينية ، الفقيه الرئيس الصدر المتفنن أبو زيد بن خلدون (٣) : [الطويل]
صحا القلب عمّا تعلمين فأقلعا |
|
وعطّل من تلك المعاهد أربعا (٤) |
وأصبح لا يلوي على حدّ منزل |
|
ولا يتبع الطّرف الخليّ المودّعا |
وأضحى من السّلوان في حرز معقل |
|
بعيد على الأيام أن يتضعضعا |
يرد الجفان النّجل عن شرفاته |
|
وإن لحظت عن كل أجيد أتلعا |
عزيز على داعي الغرام انقياده |
|
وكان إذا ناداه للوجد أهطعا (٥) |
أهاب به للشّيب أنصح واعظ |
|
أصاخ له قلبا منيبا ومسمعا |
وسافر في أفق التفكّر والحجا |
|
زواهره لا تبرح الدّهر طلّعا |
لعمري لقد أنضيت عزمي تطلّبا |
|
وقضّيت عمري رقية (٦) وتطلّعا |
وخضت عباب البحر أخضر مزبدا |
|
ودست أديم الأرض أغبر أسفعا (٧) |
ومن شعره حسبما قيّده المذكور (٨) : [المتقارب]
نهاه النّهى بعد طول التجارب |
|
ولاح له منهج الرّشد لاحب (٩) |
وخاطبه دهره ناصحا |
|
بألسنة الوعظ من كلّ جانب |
فأضحى إلى نصحه واعيا |
|
وألغى حديث الأماني الكواذب |
وأصبح لا تستبيه (١٠) الغواني |
|
ولا تزدريه حظوظ المناصب |
__________________
(١) في الأصل : «تضفوا». وفي نفاضة الجراب : «تصفو».
(٢) الحضرة المرينية : هي عاصمة بني مرين بالمغرب.
(٣) القصيدة في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٠٨).
(٤) الأربع : جمع ربع وهو الدار. لسان العرب (ربع).
(٥) أهطع : أسرع. لسان العرب (هطع).
(٦) في النفح : «رقبة».
(٧) الأسفع : الأسود المائل إلى الحمرة. لسان العرب (سفع).
(٨) الأبيات في الكتيبة الكامنة (ص ٢٥١) ونفح الطيب (ج ٨ ص ٢٠٨).
(٩) اللاحب : الطريق الواضح. محيط المحيط (لحب).
(١٠) في الكتيبة : «لا تشتهيه».