ومنهم الفقيه الأجل ، الحاج الفاضل ، الشّهيد في كائنة العقاب (١) ، المحدّث الورع ، الزاهد الطاهر ، أبو عبد الله بن حسين بن صاحب الصلاة الأنصاري ، وعليه كان ابتدائي للقراءة ، وكان مبارك التعليم ، حسن التفهيم ، شديد التواضع.
ومنهم الفقيه الأجل الفاضل الورع ، المحدث ، الحاج الملهم ، المجاب الدعوة ، الميمون النّقيبة ، الأوّاب ، أبو الحجاج بن الشيخ ، رضي الله عنه. وهذا الكتاب على الإطالة مني ، ولكن القرطاس فنّي ، والسلام الأتمّ عليكم ، ورحمة الله وبركاته. قال ذلك ، وكتبه العبد المعترف بذنبه ، الراجي رحمة ربّه ، محمد بن عبد الله الحميري ثم الإستجي ، في أواسط شعبان المكرم من عام أحد وأربعين وستمائة.
وفاته : من خطّ الوزير أبي محمد عبد المنعم بن سماك ، قال : قدم غرناطة ، أظنّ سنة تسع وثلاثين وستمائة ، وشكى علّة البطن مدة ثمانية أشهر بدار أبي ، رحمه الله ، مرّضناه الثلاثة الأخوة ، إلى أن توفي ، رحمه الله ، ودفن بمدفنه ، مغنى الأدب ، بروضة الفقيه أبي الحسن سهل بن مالك.
محمد بن أحمد بن علي الهوّاري (٢)
يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بابن جابر ، من أهل ألمريّة.
حاله : رجل (٣) كفيف البصر ، مدلّ على الشعر ، عظيم الكفاية والمنّة على زمانته (٤). رحل إلى المشرق ، وتظافر (٥) برجل من أصحابنا يعرف بأبي جعفر الإلبيري ، صارا روحين في جسد ، ووقع الشّعر منهما بين لحيي أسد ، وشمّرا (٦) للكدية ، فكان وظيف الكفيف النّظم ، ووظيف (٧) البصير الكتب ، وانقطع الآن
__________________
(١) كانت وقعة العقاب في منتصف شهر صفر سنة ٦٠٩ ه ، بين الناصر أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الموحدي وجيوش قشتالة بقيادة ألفونسو الثامن ، وكانت الهزيمة فيها للمسلمين ، فكانت السبب في هلاك الأندلس. البيان المغرب ـ قسم الموحدين (ص ٢٦٣) وتاريخ قضاة الأندلس (ص ١٤٩).
(٢) ترجمة ابن جابر الهواري في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٥٥).
(٣) النص في نفح الطيب (ج ١٠ ص ١٥٥).
(٤) الزمانة : العاهة الدائمة. لسان العرب (زمن).
(٥) في النفح : «وتظاهر».
(٦) في النفح : «وشمّر للعلم وطلبه ، فكان وظيفة الكفيف ...».
(٧) في النفح : «ووظيفة».