وليس لنا من المجد اقتناع |
|
ولو أنّ النجوم لنا خيام (١) |
ننزّه عرضنا عن كل لوم |
|
فليس يشين سؤددنا ملام |
ونبذل لا نقول العام ما ذا |
|
سواء كان خصب أو حطام |
إذا ما المحل عمّ بلاد قوم |
|
أثبناها فجاد بنا الغمام |
وإن حضر الكرام ففي يدينا |
|
ملاك أمورهم ولنا الكلام |
وفينا المستشار بكل علم |
|
ومنّا اللّيث والبطل الهمام |
فميدان الكلام لنا مداه |
|
وميدان الحروب بنا يقام |
كلا الأمرين ليس له بقوم |
|
سوانا يوم نازلة تمام |
يريق دم المداد بكل طرس |
|
وليس سوى اليراع لنا سهام |
وكتب بالمثقّفة العوالي |
|
بحيث الطّرس لبّات وهام |
إذا عبست وجوه الدهر منّا |
|
إليها فانثنت ولها انتقام |
لقد علمت قلوب الرّوم أنّا |
|
أناس ليس يعوزنا مرام |
وليس يضيرنا أنا قليل |
|
لعمر أبيك ما كثر الكرام |
إذا ما الرّاية الحمراء هزّت |
|
نعم فهناك للحرب ازدحام |
وما أحمرّت سدى بل من دماء |
|
ليس على جوانبها انسجام |
تظلّل من بني نصر ملوكا |
|
حلال النّوم عندهم حرام |
فكم قطعوا الدّجى في وصل مجد |
|
وكم سهروا إذا ما الناس ناموا (٢) |
أبا الحجاج لم تأت الليالي |
|
بأكرم منك إن عدّ الكرام |
ولا حملت ظهور الخيل أمضى |
|
وأشجع منه إن هزّ الحسام |
وأنّى جئت من شرق لغرب |
|
ورمت بي الزمان كما ترام |
وجرّبت الملوك وكل شخص |
|
تحدّث عن مكارمه الأنام |
فلم أر مثلكم يا آل نصر |
|
جمال الخلق والخلق العظام |
ومنها :
لأندلس بكم شرف وذكر |
|
تودّ بلوغ أدناه الشّآم |
سعى صوب الغمام بلاد قوم |
|
هم في كل مجدبة غمام |
__________________
(١) في الأصل : «قيام» والتصويب من النفح.
(٢) في الأصل : «نام».