إليك بها مهذّبة المعاني |
|
يرينها ابتسام وانتظام |
لها لجناب مجدكم انتظام |
|
طواف وفي أركان إسلام |
نجزت وما كادت ، وقد وطي الإيطاء صروحكم ، وأعيا الإكثار حارثها وسروجها ، والله وليّ التّجاوز بفضله.
محمد بن أحمد بن الحدّاد الوادي آشي (١)
يكنى أبا عبد الله.
حاله : شاعر (٢) مفلق ، وأديب شهير ، مشار إليه في التعاليم ، منقطع القرين منها في الموسيقى ، مضطلع بفكّ المعمّى. سكن ألمريّة ، واشتهر بمدح رؤسائها من بني صمادح. وقال ابن بسّام : كان (٣) أبو عبد الله هذا شمس ظهيرة ، وبحر خبر وسيرة ، وديوان تعاليم مشهورة ، وضح في طريق المعارف وضوح الصّبح المتهلّل ، وضرب فيها بقدح ابن مقبل (٤) ، إلى جلالة مقطع ، وأصالة منزع ، ترى العلم ينمّ على أشعاره ، ويتبيّن في منازعه وآثاره.
تواليفه : ديوان (٥) شعر (٦) كبير معروف. وله في العروض تصنيف (٧) ، مزج فيه بين الأنحاء الموسيقية ، والآراء الجليلة.
بعض أخباره : حدّث (٨) بعض المؤرخين ممّا يدلّ على ظرفه أنه فقد سكنا (٩) عزيزا عليه ، وأحوجت الحال (١٠) إلى تكلّف سلوة ، فلمّا حضر الندماء ، وكان قد رصد الخسوف بالقمر (١١) ، فلمّا حقّق أنه قد (١٢) ابتدأ ، أخذ العود
__________________
(١) ترجمة ابن الحداد في مقدمة ديوان ابن الحداد الأندلسي ، بقلمنا ، وفيها ثبت بأسماء المصادر والمراجع التي ترجمت له.
(٢) النص في نفح الطيب (ج ٩ ص ٢٥٢).
(٣) النص في الذخيرة (ق ١ ص ٦٩١ ـ ٦٩٢) ومسالك الأبصار (ج ١١ ، الورقة ٤٠١).
(٤) هو أبو كعب تميم بن أبيّ بن مقبل ؛ شاعر خنديد ، كان من أوصف العرب لقدح ، ولذلك يقال : قدح ابن مقبل. توفي بعد ٣٧ ه. الشعر والشعراء (ص ٣٦٦) وطبقات الشعراء (ص ٦١) والأعلام (ج ٢ ص ٨٧).
(٥) النص في نفح الطيب (ج ٩ ص ٢٥٢).
(٦) في النفح : «شعره».
(٧) في النفح : «تصنيف مشهور مزج فيه من الألحان الموسيقية والآراء الخليلية».
(٨) النص في نفح الطيب (ج ٩ ص ٢٥٣).
(٩) السّكن : المرأة لأنها يسكن إليها ، والساكن. لسان العرب (سكن).
(١٠) في النفح : «الحاجة».
(١١) في النفح : «القمري».
(١٢) كلمة «قد» ساقطة في النفح.