بظاهر بلده قوله : [الطويل]
سرت ريح نجد من ربى أرض بابل |
|
فهاجت إلى مسرى سراها بلابلي (١) |
وذكّرني عرف النّسيم الذي سرى |
|
معاهد أحباب سراة أفاضل |
فأصبحت مشغوفا بذكرى منازل |
|
ألفت ، فوا شوقي لتلك المنازل |
فيا ريح هبّي بالبطاح وبالرّبا |
|
ومرّي على أغصان زهر الخمائل |
وسيري بجسمي للتي الروح عندها |
|
فروحي لديها من أجلّ الوسائل |
وقولي لها عني معنّاك بالهوى (٢) |
|
له شوق معمود وعبرة ثاكل (٣) |
فيا بأبي هيفاء كالغصن تنثني (٤) |
|
بقدّ يقدّ (٥) كاد ينقدّ مائل |
فتاة براها الله من فتنة فمن |
|
رآها ولم يفتن فليس بعاقل |
لها منظر كالشمس في رونق الضّحا |
|
ولحظ كحيل ساحر الطّرف بابلي (٦) |
بطيب شذاها عطّرت كلّ عاطر |
|
كما بحلاها زيّنت كلّ عاطل |
رمتني بسهم من سهام جفونها |
|
فصادف ذاك السّهم مني مقاتلي (٧) |
فظلت غريقا في بحار من الهوى |
|
وما الحبّ إلّا لجّة دون ساحل |
فيا من سبت عقلي وأفنت تجلّدي |
|
صليني فإنّ البعد لا شكّ قاتلي (٨) |
فلي كبد شوقي إليك تفطّرت |
|
وقلب بنيران الجوى في مشاعلي (٩) |
ولي أدمع تحكي ندا كف يوسف |
|
أمير العلى الأرضي الجميل الفضائل |
إذا مدّ بالجود الأنامل لم تزل |
|
بحور النّدى تهمي بتلك الأنامل |
ومن شعره قوله من قصيدة (١٠) : [الكامل]
بهرت كشمس في غلالة عسجد |
|
وكبدر تمّ في قضيب زبرجد |
ثم انثنت كالغصن هزّته الصّبا |
|
طربا فتزري بالغصون الميّد |
__________________
(١) في الأصل : «بلابل» والتصويب من النفح.
(٢) في النفح : «بالنوى».
(٣) المعمود : اسم مفعول من قولهم : عمده الحب إذا أحزنه. والثاكل : الفاقد. والعبرة : الدمعة.
لسان العرب (عمد) و (ثكل) و (عبر).
(٤) في الأصل : «تثنّى» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٥) في النفح : «تقدّ بقدّ».
(٦) في الأصل : «بابل».
(٧) في الأصل : «مقاتل».
(٨) في الأصل : «قاتل».
(٩) في الأصل : «مشاعل».
(١٠) الأبيات في نفح الطيب (ج ٨ ص ٤٠٣ ـ ٤٠٤).