وهبّ نسيم الصبح فانعطفت (١) له |
|
قدود غصون قد رقتها صوادح (٢) |
تجاذبن (٣) من ذكري أحاديث لم تزل |
|
يردّدها منها (٤) مجدّ ومازح |
وملت إلى التّعريس لما انقضى السّرى |
|
أروض له نفسي وعزمي جامح |
ومال الكرى بي ميلة سكنت لها |
|
على نصب الوعثاء منّي الجوارح (٥) |
كم (٦) أخذت منه الشّمول بثارها |
|
فبات يسقّى (٧) وهو ريّان طافح |
وقرّبت الأحلام لي كلّ مأمل (٨) |
|
فأدنته منيّ وهو في الحقّ نازح |
أرتني وجوها لو بذلت لقربها |
|
حياتي لمن بالقرب منه يسامح |
لقلّ لها عمري وما ملكت يدي |
|
وحدّثت (٩) نفسي أنّ تجري (١٠) رابح |
وما زلت أشكو بيننا غصص (١١) النّوى |
|
وما طوّحت بي في الزمان الطوائح |
فمنها ثغور للسّرور بواسم |
|
لقربه (١٢) ومنها للفراق نوائح |
تقرّبها الأحلام منّي ودونها |
|
مهامه فيها للهجير لوافح |
وبحر طمت أمواجه وشآبيب (١٣) |
|
وقفر به للسّالكين جوامح (١٤) |
قضيت حقوق الشوق في زورة الكرى (١٥) |
|
فإنّ زيارات الكرى لموانح |
يقرّبن (١٦) آمالا تباعد بينها |
|
وتعبث فيها بالنفوس الطّوامح (١٧) |
فلمّا تولّى عنّي النوم أعقبت (١٨) |
|
هموم أثارتها الشّجون فوادح |
وعدت إلى شكوى البلاء (١٩) ولم أزل |
|
أردّدها والعذر منّي واضح |
وما بلّغت عني مشافهة الكرى |
|
تبلّغها عنّي الرياح اللّواقح (٢٠) |
وحسبك قلب في إسار اشتياقه |
|
وقد أسلمته في يديه الجوانح |
__________________
(١) في الكتيبة : «فانقطعت».
(٢) في الكتيبة : «الصوادح».
(٣) في الأصل : «تجاذب ذكرى أحاديث لم أزل» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة.
(٤) في الأصل : «مني» والتصويب من الكتيبة.
(٥) في الكتيبة : «الجوانح».
(٦) في الكتيبة : «وكم».
(٧) في الأصل : «يشقى» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة.
(٨) في الكتيبة : «الأحلام كلّ مؤمّل».
(٩) في الكتيبة : «وصدفت».
(١٠) التّجر : من تجر يتجر تجرا وتجارة أي باع وشرى. لسان العرب (تجر).
(١١) في الكتيبة : «مضض».
(١٢) في الكتيبة : «لقربي منها».
(١٣) في الكتيبة : «وسباسب».
(١٤) في الكتيبة : «جوائح».
(١٥) في الأصل : «للكرى» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة.
(١٦) في الأصل : «يقرنّ» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من الكتيبة.
(١٧) في الأصل : «للنفوس الطوايح» والتصويب من الكتيبة.
(١٨) في الكتيبة : «أقبلت».
(١٩) في الكتيبة : «البعاد».
(٢٠) في الكتيبة : «النوافح».