بحر البلاغة قسّها وأيادها |
|
سحبانها خبر من الأخبار (١) |
إن ناظر العلماء فهو إمامهم |
|
شرف المعارف ، واحد النّظّار |
أربى على العلماء بالصّيت الذي |
|
قد طار (٢) في الآفاق كل مطار |
ما ضرّه إن لم يجيء متقدّما |
|
بالسّبق (٣) يعرف آخر المضمار |
إن كان أخّره الزمان لحكمة |
|
ظهرت وما خفيت كضوء نهار |
الشمس تحجب وهي أعظم نيّر (٤) |
|
وترى من الآفاق إثر دراري |
يا ابن الخطيب خطبتها لعلاكم |
|
بكرا تزفّ لكم من الأفكار |
جاءتك من خجل على قدم الحيا |
|
قد طيّبت بثنائك المعطار |
وأتت (٥) تؤدّي بعض حقّ واجب |
|
عن نازح الأوطان والأوطار (٦) |
مدّت يد التّطفيل نحو علاكم |
|
فتوشّحت (٧) من جودكم (٨) بنضار |
فابذل لها في النّقد صفحك إنها |
|
تشكو من التّقصير (٩) في الأشعار |
لا زلت في دعة وعزّ دائم |
|
ومسرّة تترى (١٠) مع الأعمار (١١) |
ومن السّلطانيات قوله من قصيدة نسيبها : [الطويل]
تبسّم ثغر الدهر في القضب الملد |
|
فأذكى الحياء (١٢) خجلة وجنة الورد |
ونبّه وقع الطّلّ ألحاظ نرجس |
|
فمال إلى الوسنان ، عاد إلى الشّهد (١٣) |
وثمّ لسبر (١٤) الروض في مسكة الدّجى |
|
نسيم شذا الخير كالمسك والنّدّ |
وغطّى ظلام الليل حمرة أفقه |
|
كما دار مسودّ العذار على الخدّ |
وباتت قلوب الشّهب تخفق رقّة |
|
لما حلّ بالمشتاق من لوعة الوجد |
وأهمى عليه الغيم أجفان مشفق |
|
يذكّره (١٥) فاستمطر الدّمع للخدّ |
__________________
(١) في النفح : «حبر من الأحبار».
(٢) في الأصل : «كان» والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «السّبق» والتصويب من النفح.
(٤) في الأصل : «تبر» والتصويب من النفح.
(٥) في الأصل : «وأنت» والتصويب من النفح.
(٦) في الأصل : «الإمكان والأفكار» والتصويب من النفح.
(٧) في الأصل : «فتوحّشت» والتصويب من النفح.
(٨) في النفح : «حليكم».
(٩) في الأصل : «شكوى التقصير ..» وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(١٠) تترى : متتابعة. محيط المحيط (ترى).
(١١) في الأصل : «الأعصار» والتصويب من النفح.
(١٢) في الأصل : «الحيا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(١٣) في الأصل : «فمال الوسنان وعاد إلى الشهد» وكذا ينكسر الوزن.
(١٤) في الأصل : «سبر» وكذا ينكسر الوزن.
(١٥) في الأصل : «بذكره» وكذا يختل الوزن.