الشّافع المقبول من عمّ الورى |
|
بالجود والإرفاد والإرفاق |
والصّادق (١) المأمون أكرم مرسل |
|
سارت رسالته إلى الآفاق |
أعلى الكرام ندى وأبسطهم يدا |
|
قبضت عنان المجد باستحقاق |
وأشدّ خلق الله إقداما إذا |
|
حمي الوطيس وشمّرت عن ساق |
أمضاهم والخيل تعثر في القنا (٢) |
|
وتجول سبحا في الدّم المهراق |
من صيّر الأديان دينا واحدا |
|
من بعد إشراك (٣) مضى ونفاق |
وأحلّنا من حرمة الإسلام في |
|
ظلّ ظليل وارف الأوراق |
لو أنّ للبدر المنير كماله |
|
ما ناله (٤) كسف ونكس (٥) محاق |
لو أنّ للبحرين جود يمينه |
|
أمن السّفين غوائل الإغراق (٦) |
لو (٧) أنّ للآباء رحمة قلبه |
|
ذابت نفوسهم (٨) من الإشفاق |
ذو العلم (٩) والحلم الخفيّ (١٠) المنجلي |
|
والجاه والشّرف القديم الباقي |
آياته شهب وغرّ بنانه |
|
سحب النّوال تدرّ بالأرزاق |
ماجت (١١) فتوح الأرض وهو غياثها |
|
وربت ربى الإيمان وهو الساقي (١٢) |
ذو رأفة بالمؤمنين ورحمة |
|
وهدى وتأديب بحسن سياق |
وخصال مجد أفردت بالخصل في |
|
مرمى الفخار وغاية السّبّاق |
ذو المعجزات الغرّ والآي التي |
|
كم آية فقدت وهنّ بواقي |
ثنت المعارض حائرا (١٣) لمّا حكت |
|
فلق الصّباح وكان ذا إفلاق |
يقظ الفؤاد سرى وقد هجع الورى |
|
لمقام صدق فوق ظهر براق |
وسما وأملاك السّماء تحفّه |
|
حتى تجاوزهنّ سبع طباق |
__________________
(١) في النفح : «الصادق».
(٢) في النفح : «الوغى».
(٣) في الأصل : «إشراق» ، والتصويب من المصدرين.
(٤) في الكتيبة : «ما طاله».
(٥) في الكتيبة : «وكشف».
(٦) في النفح : «الإيساق».
(٧) في الكتيبة : «أو».
(٨) في الكتيبة : «قلوبهم».
(٩) في الكتيبة : «ذو الحلم والعلم».
(١٠) في الأصل : «ذو العلم والخفيّ المنجلي» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(١١) في الأصل : «فاحت فيوح الأرض ...» ، والتصويب من النفح.
(١٢) في الأصل : «وهو الشاق» والتصويب من النفح.
(١٣) في الأصل : «خيرا» والتصويب من النفح.