على قاسم الأموال فينا على الذي |
|
وضعنا لديه كلّ إصر على علا |
وأنّى لنا من بعده متعلّل |
|
وما كان في حاجاتنا متعلّلا |
ألا يا قصير العمر يا كامل العلا |
|
يمينا لقد غادرت حزنا مؤثّلا |
يسوء المصلّى أن هلكت ولم تقم |
|
عليك صلاة فيه يشهدها الملا |
وذاك لأنّ الأمر فيه شهادة |
|
وسنّتها محفوطة لن تبدّلا |
فيا أيها الميت الكريم الذي قضى |
|
سعيدا حميدا فاضلا ومفضّلا |
لتهنك (١) من ربّ السماء شهادة |
|
تلاقي ببشرى وجهك المتهلّلا |
رثيتك عن حبّ ثوى في جوانحي |
|
فما ودّع القلب العميد وما قلا (٢) |
ويا ربّ من أوليته منك نعمة |
|
وكنت له ذخرا عتيدا وموئلا |
تناساك حتى ما تمرّ بباله |
|
ولم يدّكر (٣) ذاك النّدى والتّفضّلا |
يرابض في مثواك كلّ عشيّة |
|
صفيف شواء أو قديدا (٤) معجّلا (٥) |
لحى الله من ينسى الأذمّة رافضا |
|
ويذهل مهما أصبح الأمر مشكلا |
حنانيك يا بدر الهدى فلشدّ ما |
|
تركت بدور الأفق بعدك (٦) أفّلا |
وكنت لآمالي حياة هنيئة |
|
فغادرت مني اليوم قلبا مقتّلا |
فلا وأبيك الخير ما أنا بالذي |
|
على البعد ينسى من ذمامك ما خلا |
فأنت الذي آويتني متغرّبا |
|
وأنت الذي أكرمتني متطفّلا |
فإن لم أنل منك الذي كنت آملا |
|
فما كنت إلّا المحسن المتفضّلا (٧) |
فآليت لا ينفكّ قلبي مكمدا |
|
عليك ولا ينفكّ دمعي مسبلا |
محمد بن عبد الرحمن العقيلي الجراوي
من أهل وادي آش ، وسكن غرناطة.
__________________
(١) في الأصل : «لتنهل» والتصويب من النفح.
(٢) هذا من قول الله تعالى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (٣) [الضحى : ٣].
(٣) يدّكر : يتذكر. محيط المحيط (دكر).
(٤) في النفح : «قديرا».
(٥) أخذه من قول امرئ القيس في معلقته : [الطويل]
وظلّ طهاة اللحم من بين منضج |
|
صفيف شواء أو قدير معجّل |
ديوان امرئ القيس (ص ٢٢).
(٦) في الأصل : «بعد» والتصويب من النفح.
(٧) هذا البيت غير وارد في نفح الطيب.