وهبّوا إذا (١) هبّ النسيم كما (٢) سرى |
|
ولم يتركوا بالشّرق علقة آئب |
يغصّ بهم عرض الفلا وهو واسع (٣) |
|
وقد زاحموا الآفاق من كل جانب |
كأنّ بسيط الأرض حلقة خاتم |
|
بهم وخضمّ البحر بعض المذانب |
ومدّ على حكم (٤) الصغار لسلمنا |
|
يديه عظيم الروم في حال راغب |
يصرّح بالرؤيا (٥) وبين ضلوعه |
|
نفس مذعور ونفرة راهب |
وعى من لسان الحال أفصح خطبة |
|
وما (٦) وضحت (٧) عنه فصاح القواضب |
وأبصر متن الأرض كفّة حامل |
|
عليه وإصراه في كفّ حالب |
أشرنا بأعناق الجياد إليكم |
|
وعجبا عليكم من صدور الرّكائب |
إلى بقعة قد بيّن (٨) الله فضلها |
|
بمن حلّ فيها من وليّ (٩) وصاحب |
على الصّفوة الأدنين منّا تحية |
|
توافيهم بين الصّبا والجنائب |
وله أيضا (١٠) : [الطويل]
ألمّت وقد نام الرقيب (١١) وهوّما |
|
وأسرت إلى وادي (١٢) العقيق من الحمى |
وراحت (١٣) إلى نجد فرحت منجّدا |
|
ومرّت بنعمان فأضحى منعّما |
وجرّت على ترب المحصّب (١٤) ذيلها |
|
فما زال ذاك التّرب نهبا مقسّما |
تناقله (١٥) أيدي التّجار (١٦) لطيمة |
|
ويحمله الداريّ (١٧) أيّان يمّما |
ولمّا رأت أن لا ظلام يجنّها |
|
وأنّ سراها فيه لن يتكتما |
سرت (١٨) عذبات الرّيط عن حرّ وجهها |
|
فأبدت شعاعا يرفع اليوم مظلما (١٩) |
__________________
(١) في البيان المغرب : «كما».
(٢) في البيان المغرب : «إذا».
(٣) في البيان المغرب : «... عرض الفيافي وطولها».
(٤) في البيان المغرب : «رغم».
(٥) في البيان المغرب : «بالرغبى».
(٦) في الأصل : «ما» وهكذا ينكسر الوزن.
(٧) في البيان المغرب : «وما صمتت».
(٨) في البيان المغرب : «يمن».
(٩) في البيان المغرب : «إمام».
(١٠) القصيدة في المعجب (ص ٣١٢ ـ ٣١٣) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ١٢٥ ـ ١٢٦).
(١١) في المعجب : «المشيح».
(١٢) في الأصل : «وأسرت الوادي ...» وكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين السابقين.
(١٣) في الأصل : «وراح» ، والتصويب من المقتضب.
(١٤) في الأصل : «المخصب» ، والتصويب من المصدرين. والمحصّب : مكان بين مكة ومنى.
(١٥) في المعجب : «تناوله».
(١٦) في المقتضب : «الرجال لطيّة».
(١٧) في الأصل : «الدارين» والتصويب من المصدرين. والداريّ : الملاح الذي يلي الشراع.
(١٨) في المعجب : «نضت».
(١٩) في المعجب : «فأبدت محيّا يدهش المتوسّما». وفي المقتضب : «... شعاعا يرجع الصبح ـ