وقال أيضا : [البسيط]
فضل التجارات باد في الصناعات |
|
لو لا الذي هو فيها هاجر عات |
حاز الجمال فأعياني وأعجزني |
|
وإن دعيت بوصّاف ونعّات |
وكان شديد المغالطة ، ذاهبا أقصى مذاهب القحة ، يحرّك من لا يتحرك ، ويغضب من لا يغضب. عتب يوما جدّته على طعام طبخته له ، ولم يستطبه ، وكان بين يديه القط يصدعه بصياج طلبه ، فقال له : ضجرا ، خمسمائة سوط ، فقالت له جدّته : لم تعط هذه السياط للقط ، إنما عنيتني بها ، وأعطيتها باسم القط ، فقال لها : حاش لله يا مولاتي ، وبهذا البخل تدريني أو الزحام عليها ، بل ذلك للقط حلالا طيبا ، ولك أنت ألف من طيبة قلب ، فأرسلها مثلا ، وما زلنا نتفكّه بذلك ، وكان في هذا الباب لا يشقّ غباره.
مولده : بمالقة عام ثلاثة وسبعمائة.
وفاته : بعث إليّ الفقيه أبو عبد الله الشّديد ، يعرفني أنه توفي في أواسط عام سبعة وخمسين وسبعمائة.
محمد بن سليمان بن القصيرة (١)
أبو بكر ، كاتب الدولة اللّمتونية ، وعلم وقته.
حاله : قال ابن الصيرفي : الوزير الكاتب ، الناظم ، الناثر ، القائم بعمود الكتابة ، والحامل لواء (٢) البلاغة ، والسابق الذي لا يشقّ غباره ، ولا تخمد أبدا أنواره. اجتمع له براعة النثر ، وجزالة النظم ، رقيق النّسيج ، حصيف المتن ، رقعته ما شئت في العين واليد. قال ابن عبد الملك (٣) : وكان كاتبا مجيدا ، بارع الخطّ ، كتب عن يوسف بن تاشفين (٤).
مشيخته : روى عن أبي الحجاج الأعلم ، وأبي الحسن بن (٥) شريح ، وروى عنه أبو الوليد هشام بن يوسف بن الملجوم ، لقيه بمرّاكش (٦).
__________________
(١) ترجمة ابن القصيرة في الذخيرة (ق ٢ ص ٢٣٩) والمغرب (ج ١ ص ٣٥٠) والمطرب (ص ٧٦) والمعجب (ص ٢٢٧) والوافي بالوفيات (ج ٣ ص ١٢٨) والمحمدون من الشعراء (ص ٣٥٨) والذيل والتكملة (ج ٦ ص ٢٢٧) وقلائد العقيان (ص ١٠٣) والصلة (ص ٨٣٠) والبيان المغرب (ج ٤ ص ٦٠) ونفح الطيب (ج ٦ ص ١٣٠) و (ج ٩ ص ٢٥٧).
(٢) في الأصل : «للواء».
(٣) الذيل والتكملة (ج ٦ ص ٢٢٧).
(٤) في الذيل والتكملة : «كتب عن أبي يعقوب يوسف بن تاشفين اللمتوني».
(٥) في الذيل والتكملة : «وأبي الحسن شريح».
(٦) في الذيل والتكملة : «لقيه بمراكش سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة».