مدحتهم بكلام لو مدحت به |
|
دهري أمنت من الإملاق والنّصب |
فعاد مدحي لهم هجوا يصدّقه |
|
من لؤمهم عودتي عنهم بلا أرب |
فكان ما قلت من مدحهم كذبا |
|
أستغفر الله من زور ومن كذب |
وقال في غرض يظهر من الأبيات ، يخاطب السلطان : [الكامل]
ما لي أرى تاج الملوك وحوله |
|
عبدان لا حلم ولا آداب |
فكأنه البازي الصّيود وحوله |
|
نغر (١) يقلّب ريشه وغراب |
يا أيها الملك الكرام جدوده |
|
أسنى المحافل غيرها أتراب |
أبدلهما بالبيض (٢) من صفّيهما |
|
إن العبيد محلّها الأبواب |
وفاته : توفي في حدود ثمانية وأربعين وسبعمائة أو بعد ذلك (٣).
محمد بن محمد بن إبراهيم بن المرادي ابن العشاب (٤)
قرطبي الأصل ، تونسي الولادة والمنشأ ، ابن نعمة وغذي جاه وحرمة.
حاله : كان حييّا فاضلا كريما ، سخيّا. ورد على الأندلس ، مفلتا من نكبة أبيه ، وقد عركته عرك الرّحى لثقالها ، على سنن من الوقار والدّيانة والحما ، يقوم على بعض الأعمال النبيهة.
وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه (٥) : جواد لا يتعاطى طلقه ، وصبح فضل لا يماثل فلقه. كانت لوالده (٦) ، رحمه الله تعالى (٧) ، من الدول الحفصيّة منزلة لطيفة المحلّ ، ومفاوضة في العقد والحلّ ، ولم يزل تسمو (٨) به قدم النّجابة ، من العمل إلى الحجابة. ونشأ ابنه هذا مقضيّ الديون ، مفدّى بالأنفس والعيون. والدهر ذو ألوان ،
__________________
(١) النغر : البلبل. محيط المحيط (نغر).
(٢) في الأصل : «من البيض» وكذا ينكسر الوزن ، لذا حذفنا كلمة «من».
(٣) قال في النفح (ج ٨ ص ٣٧٤): «وذكر في الإحاطة أن الشريف المذكور توفي في حدود ثمانية وثلاثين وسبعمائة».
(٤) ترجمة ابن العشاب في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٤) وجاء فيه : «أبو عبد الله العشاب». وله ترجمة أخرى في نفح الطيب (ج ٨ ص ٣٧٤) وجاء فيه : «محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم المرادي العشاب».
(٥) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٣٧٤ ـ ٣٧٥).
(٦) في النفح : «لأبيه».
(٧) كلمة «تعالى» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من النفح.
(٨) في الأصل : «يسمو» والتصويب من النفح.