مولاي ، رحماك ، إني قد عهدتك ذا |
|
حلم وعفو وإشفاق وتحنان |
فاصرف حنانك ثمّ اعطف (١) عليّ وجد |
|
برحمة منك تحيي جسمي الفاني (٢) |
فقد تناهى الأسى عندي وعذّبني |
|
وشرّد النوم عن عيني وأعياني (٣) |
وحقّ آلائك الحسنى وما لك من |
|
طول وفضل وإنعام وإحسان |
إني ولو حلّت البلوى على كبدي |
|
وأسكبت فوق خدّ دمعي القاني (٤) |
لوائق بحنان منك يطرقني |
|
عمّا قريب وعفو عاجل دان |
دامت سعودك في الدنيا مضاعفة |
|
تذلّ من دان (٥) طوعا كلّ سلطان |
محمد بن محمد بن عبد الملك بن محمد بن سعيد
الأنصاري الأوسي (٦)
يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بابن عبد الملك ، من أهل مرّاكش ، وسكن غرناطة.
حاله : من عائد الصلة (٧) : كان ، رحمه الله ، غريب المنزع ، شديد الانقباض ، محجوب المحاسن ، تنبو العين عنه جهامة ، وغرابة شكل ، ووحشة ظاهر (٨) ، في طيّ ذلك أدب غضّ ، ونفس حرّة ، وحديث ممتع ، وأبوّة كريمة ، أحد الصابرين على الجهد ، المتمسكين (٩) بأسباب الحشمة ، الراضين بالخصاصة. وأبوه قاضي القضاة ، نسيج وحده ، الإمام العالم ، التاريخي ، المتبحّر في الأدب (١٠) ، تقلّبت به أيدي الدهر (١١) بعد وفاته لتبعة سلّطت على نسبه (١٢) ، فاستقرّ بمالقة ، متحارفا مقدورا عليه ، لا يهتدي لمكان فضله ، إلّا من عثر عليه جزافا.
شعره : (١٣) [السريع]
من لم يصن في أمل وجهه |
|
عنك فصن وجهك عن ردّه |
__________________
(١) في الأصل : «واعطف» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «الفان» بدون ياء.
(٣) في الأصل : «وأعيان» بدون ياء.
(٤) في الأصل : «القان» بدون ياء.
(٥) قوله : «من دان» ساقط في الأصل ، وقد أضفناه ليستقيم المعنى والوزن معا.
(٦) ترجمة محمد بن محمد بن عبد الملك في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٤).
(٧) النص في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٥) بتصرف.
(٨) في النفح : «ظاهرة».
(٩) في النفح : «المستمسكين».
(١٠) في النفح : «الآداب». وهنا يشير إلى والد محمد ، القاضي ابن عبد الملك المراكشي ، صاحب كتاب «الذيل والتكملة».
(١١) في النفح : «الليالي».
(١٢) في النفح : «نشبه».
(١٣) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٢٥).