بما بيننا من خلوة معنوية |
|
أرقّ من النجوى وأحلى من السّلوى |
قفي أتشكّى لوعة البين ساعة |
|
ولا يك هذا آخر العهد بالنّجوى |
قفي ساعة في عرصة الدار وانظري |
|
إلى عاشق لا يستفيق من البلوى |
وكم قد سألت الريح شوقا إليكم |
|
فما حنّ مسراها إليّ (١) ولا ألوى |
فيا ريح ، حتى أنت ممّن يغار بي |
|
ويا نجد ، حتى أنت تهوى الذي أهوى |
خلقت ولي قلب جليد على النّوى |
|
ولكن على فقد الأحبّة لا يقوى |
وحدّث (٢) بعض من عني بأخباره ، أيّام مقامه بمالقة واستقراره ، أنه لقي ليلة (٣) بباب الملعب من (٤) أبوابها ظبية من ظبيات الإنس ، وفتنة من فتن (٥) هذا الجنس ، فخطب وصالها ، واتّقى بفؤاده نصالها ، حتى همّت بالانقياد ، وانعطفت انعطاف الغصن الميّاد ، فأبقى على نفسه وأمسك ، وأنف من خلع العذار بعد ما تنسّك ، وقال (٦) : [الكامل]
لم أنس وقفتنا بباب الملعب |
|
بين الرّجا واليأس من متجنّب |
وعدت فكنت مراقبا لحديثها |
|
يا ذلّ وقفة خائف مترقّب |
وتدلّلت (٧) فذللت بعد تعزّز |
|
يأتي الغرام بكلّ أمر معجب |
بدويّة أبدى الجمال بوجهها |
|
ما شئت من خدّ شريق (٨) مذهب |
تدنو وتبعد نفرة وتجنّيا (٩) |
|
فتكاد تحسبها مهاة الرّبرب (١٠) |
ورنت بلحظ فاتر لك فاتن (١١) |
|
أنضى وأمضى من حسام المضرب |
وأرتك بابل سحرها بجفونها |
|
فسبت ، وحقّ لمثلها أن تستبي (١٢) |
وتضاحكت فحكت بنيّر ثغرها |
|
لمعان (١٣) نور ضياء برق خلّب (١٤) |
بمنظّم في عقد سمطي جوهر |
|
عن شبه نور الأقحوان الأشنب |
__________________
(١) في النفح : «عليّ».
(٢) النص والقصيدة البائية في نفح الطيب (ج ٨ ص ٣٧٥ ـ ٣٧٦).
(٣) كلمة «ليلة» ساقطة في النفح.
(٤) في الأصل : «في» والتصويب من النفح.
(٥) في النفح : «وقينة من قينات ...».
(٦) القصيدة في نفح الطيب (ج ٨ ص ٣٧٦).
(٧) في الأصل : «وتذلّلت» والتصويب من النفح.
(٨) الشريق : المشرق. لسان العرب (شرق).
(٩) في الأصل : «وتجنبا» والتصويب من النفح.
(١٠) المهاة : البقرة الوحشية. والربرب : القطيع من بقر الوحش. لسان العرب (مها) و (ربرب).
(١١) في النفح : «بلحظ فاتن لك فاتر».
(١٢) في الأصل : «تستب» بدون ياء.
(١٣) في الأصل : «لمعات» والتصويب من النفح.
(١٤) البرق الخلّب : المطمع المخلف. محيط المحيط (خلب).