فكم سترت سود البرود جمالها |
|
وغطّته لكن عن سنها الرمدا (١) |
وكم خال ذاك الخال عما مقصّر |
|
عن العلم بالأنساب لا يعرف الحدّا |
لقد سفرت عن وجهها الكعبة التي |
|
لها الحجر (٢) المسنيّ في حسنها المبدا |
وقالت ألا أين مكلّلي ، قصدوا إلى (٣) |
|
جمالي فقد أبدى الحجاب الذي أبدا |
فلبّت لها العشّاق من كل جانب |
|
يؤمّونها يستقربون لها البعدا |
فمن ندف أشفى على تلف ومن |
|
محبّ على قرب يهيم بها وجدا |
ومن ساهر على النجوم ولم يذق |
|
بعينيه طعم النور أو يبلغ القصدا |
يسائل عن بدر وبدر تجاهه |
|
كذاك (٤) اشتراك اللفظ قد ينغص الخدا |
ومن مستهام لا يقرّ قراره |
|
كأنّ به من حرّ أشواقه وقدا |
يقلّب قلبا بين جنبيه موريا |
|
أوار الأسى فيه فتحسبه زندا |
إذا ما حدا حادي الرّكاب ركابه |
|
كأنّ قلوب الراكبين له نجدا |
أحاد بها إن أنت جئت بها منى |
|
ونلت المنى والأمن فانزل ورد وردا |
ولا خوف هذا الخيف (٥) والتربة التي |
|
سرت بهما (٦) قد عيّن المصطفى عدّا |
وفي عرفات فاعترف وانصرف إلى |
|
مشاعر (٧) فيها يرحم المالك العبدا |
وإن كنت من أوفى العبيد جرائما |
|
فحسّن نبيل العقد من ربّك العقدا |
لئن صدقت فيك الوعيد جرائم |
|
فعفوا جميل (٨) الصفح يصدقك الوعدا |
وعد مفضيا للبيت طف واستلم وقم |
|
بها للمقام الرحب واسجد وكن عبدا |
ورد في الثنا والحمد والشكر واجتهد |
|
فمن عرف الإحسان زادته حمدا |
وعج نحو فرض الحب واقض حقوقه |
|
وزر قبر من أولاك من هديه رشدا |
قال : وكنت في زمن الحداثة ، أفضّل الأصيل على السّحر ، وأقول فيه رقّة المودّع ورقّة المعتذر. فلمّا كان أوان الأسفار ، واتصلت ليالي السير إلى أوقات
__________________
(١) عجز هذا البيت مختل الوزن والمعنى معا.
(٢) كلمة «الحجر» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم المعنى والوزن معا.
(٣) صدر هذا البيت مختل المعنى والوزن معا.
(٤) في الأصل : «كذلك» وكذا ينكسر الوزن.
(٥) الخيف : غرّة بيضاء في الجبل الأسود الذي هو خلف جبل أبي قبيس ، وبها سمي مسجد الخيف. محيط المحيط (خيف).
(٦) كلمة «بهما» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم المعنى والوزن معا.
(٧) المشاعر : مناسك الحج ، مفردها مشعر. محيط المحيط (شعر).
(٨) في الأصل : «لجميل» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.