ارج دنياك وارج مولاك واعلم |
|
أنّ راجي سواه غير مقال |
وابتغاء الثواب من ربّك اعمل |
|
فهو يجزي الأعمال بالمثقال |
واغتنم غيبة الرّقيب ففيها |
|
لقلوب الرجال أيّ صقال |
وأحل في الوجود فكر غنيّ |
|
عن ضروب الإنعام والأحقال |
وإذا الوقت ضاق وسّعه بالصّب |
|
ر ولا تنس من شهير المقال |
ربما تكره النفوس من الأم |
|
ر له فرحة كحلّ العقال |
لا غرو أن وقع توان ، أو تلوّم دهر ذو ألوان ، فالأمر بين الكاف والنون ، ومن صبر لم يبوء بصفقة المغبون ، وللسعداء تخصيص ، ومع التقريب تمحيص ، وما عن القضاء محيص ، والمتصرف في ماله غير معتوب ، وقديم الحقيقة إلى الحيف ليس بمنسوب. وقد ورد خطاب عمادي أطاب الله محضره ، وسدّد إلى المرامي العليّة نظره ، ناطقا بلسان التفويض ، سارحا من الرّضا في الفضاء العريض ، لائذا بالانقياد والتسليم ، قائما على أسكفّة (١) باب الأدب لمثابة حكم الحكيم.
ومنها : والوقائع عافاكم الله وعّاظ ، ونحن هجود وفي الحيّ أيقاظ ، وما كل المعاني تؤديها الألفاظ. وهذا الفنا الذي نشأ عن الوقت ، هو إن شاء الله عين البقيا. وإذا أحبّ الله عبدا حماه الدنيا ، وما هي إلّا فنون ، وجنون فنون ، وحديث كله مجون. وقد يجمع الله الشتيتين ، ولن يغلب عسر يسرين ولا باس ، ويا خطب لا مساس ، وأبعد الله الياس ، وإنما يوفي الأجر الصابرون ، ولا ييأس من روح الله إلّا القوم الكافرون. وهي طويلة بديعة.
أسمع بحضرة غرناطة لما قدم عليها وارتسم في جملة الكتاب بها ، وحدّث عن رضي الدين أبي أحمد إبراهيم الطهري ، بسماعه من الشريف يونس بن يحيى الهاشمي ، بسماعه من أبي الوقت طرّاد. وعن الإمام سراج الدين أبي حفص عمر بن طراد المعري القاضي بالحرم الشريف ، وعن شرف الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد الهمداني ، وعن الإمام بهاء الدين الخميري عن أبي الطاهر السّلفي ، وعن جماعة غيرهم ، وكان وروده على الأندلس في أوائل عام خمسة عشر وسبعمائة ، وحضر بها غزوات ، ولقي من كان بها من الأعلام. ثم انصرف عنها في أوائل عام ثمانية عشر ، وأحلّ بسبتة ، فأكرم رئيسها أبو عمر يحيى بن أبي طالب العزفي قدومه ، وأنزله بدار جليلة كان بها علو مطلّ على البحر ، لم يتمكن من مفتاحه ، لأمر اقتضى
__________________
(١) أسكفّة الباب : خشبته التي يوّطأ عليها. محيط المحيط (سكف).