ذلك ، فكتب إليه : [الكامل]
يا صاحب البلد المليح المشرق |
|
ما مثله في مغرب أو مشرق |
منها :
وخفضت عيشي فيه فارفع منزلي |
|
حتى أرى الدنيا بطرف مطرق |
وتجول في البلاد ، ولقي من بها ، واتصل بالأمير أبي علي بسجلماسة ، ومدحه بقصيدة حفظ له منها : [الطويل]
فيا يوسفيّ الحسن والصّفح والرّضا |
|
تصدّق على الدنيا بسلطانك العدل |
ثم اتصل بوطنه.
وفاته : نقلت من خط شيخنا أبي بكر المذكور : وفي عام أربعين وسبعمائة ، توفي بتونس صاحبنا الحاج الفاضل المتصوّف ، الكاتب أبو عبد الله محمد بن علي المليكشي الشهير بابن عمر. صدر في الطلبة والكتاب ، شهير ذو تواضع وإيثار ، وقبول حسن ، رحمه الله.
محمد بن علي بن الحسن بن راجح الحسني (١)
من أهل تونس ، يكنى أبا عبد الله.
حاله : هذا (٢) الرجل الفاضل ، صاحب رواء وأبّهة ، نظيف البزّة ، فاره المركب ، صدوف عن الملّة ، مقيم للرسم ، مطفّف في مكيال الإطراء ، جموح في إيجاب الحقوق ، مترام إلى أقصى آماد التوغّل ، سخيّ اللسان بالثناء ثرثاره ، فكه مطبوع ، حسن الخلق ، عذب الفكاهة ، مخصوص حيث حلّ من الملوك والأمراء بالأثرة ، وممّن دونهم بالمداخلة والصّحبة ، ينظم الشّعر ، ويحاضر بالأبيات ، ويتقدّم في باب التّحسين والتّقبيح ، ويقوم على تاريخ بلده ، ويثابر على لقاء أهل المعرفة والأخذ عن أولي الرواية. قدم على الأندلس في إحدى جمادين ، عام خمسين وسبعمائة ، مفلتا من الوقيعة (٣) بالسلطان أبي الحسن بالجهات الشرقية ، بأيدي بني زيّان وأحلافهم ،
__________________
(١) ترجمة ابن راجح في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢١٩).
(٢) راجع نفح الطيب (ج ٨ ص ٢١٩ ـ ٢٢٠).
(٣) هي الوقيعة التي دارت بين أبي الحسن المريني ، صاحب المغرب ، وبين بني زيان ، أصحاب تلمسان ، وقد هزم فيها أبو الحسن المذكور.