محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم
ابن محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن سوار
ابن أحمد بن حزب الله بن عامر بن سعد الخير بن عيّاش (١)
المكنى بأبي عيشون بن حمّود ، الداخل إلى الأندلس صحبة موسى بن نصير ، ابن عنبسة بن حارثة بن العباس بن المرداس ، يكنّى أبا البركات ، بلفيقي (٢) الأصل ، مروي (٣) النشأة والولادة والسلف ، يعرف بابن الحاج ، وشهر الآن في غير بلده بالبلفيقي ، وفي بلده بالمعرفة القديمة.
أوّليّته : قد تقدم اتصال نسبه بحارثة بن العباس بن مرداس ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحد خطبائه وشعرائه ، رئيس في الإسلام ، ورئيس في الجاهلية. وكان لسلفه ، وخصوصا لإبراهيم ، من الشهرة بولاية الله ، وإيجاب الحقّ من خلقه ما هو مشهور ، حسبما تنطق به الفهارس ، يعضّد هذا المجد من جهة الأمومة ، كأبي بكر بن صهيب ، وابن عمه أبي إسحاق ، وغيرهم ، الكثير ممن صنّف في رجال الأندلس ، كأبي عبد المجيد المالقي ، وابن الأبار ، وابن طلحة ، وابن فرتون ، وابن صاحب الصلاة ، وابن الزّبير ، وابن عبد الملك ، فلينظر هناك.
حاله : نشأ ببلده ألمرية عمود العفة ، فضفاض جلباب الصّيانة ، غضيض طرف الحياء ، نائي جنب السّلام ، حليف الانقباض والازورار ، آويا إلى خالص النّشب وبحت الطّعمة ، لا يرى إلّا في منزل من سأله ، وفي حلق الأسانيد ، أو في مسجد من المساجد خارج المدينة المعدّة للتّعبّد ، لا يجيء سوقا ، ولا مجمعا ، ولا وليمة ، ولا مجلس حاكم أو وال ، ولا يلابس أمرا من الأمور التي جرت عادته أن يلابسها بوجه من الوجوه. ثم ترامى إلى رحلة ، فجاس خلال القطر الغربي إلى بجاية ، نافضا إياه من العلماء والصلحاء والأدباء والآثار بتقييده ، وأخذه قيام ذكر ، وإغفال شهرة. ثم صرف عنانه إلى الأندلس ، فتصرف في الإقراء ، والقضاء ، والخطابة. وهو الآن نسيج
__________________
(١) ترجمة أبي البركات محمد بن محمد بن الحاج البلفيقي في الكتبية الكامنة (ص ١٢٧) وتاريخ قضاة الأندلس (ص ٢٠٢) ونفح الطيب (ج ٨ ص ١٦) وأزهار الرياض (ج ٤ ص ١٠٧) والديباج المذهب (ص ١٦٤) والتعريف بابن خلدون (ص ٦١) وجذوة الاقتباس (ص ١٨٣) والدرر الكامنة (ج ٤ ص ١٥٥) ، وغاية النهاية (ج ٢ ص ٢٣٥).
(٢) نسبة إلى بلفيق Vellefique وهي بلدة تابعة لمدينة ألمرية. الإحاطة (ج ٢ ص ١٤٣) حاشية رقم ١ بتحقيق عنان.
(٣) نسبة إلى مدينة ألمرية.