وهلّا (١) يداوى من مرارتها التي |
|
أواخرها مقرونة بمهاد؟ |
ولو أشرب الإنسان مهلا بهذه |
|
لأصبح مسرورا بأطيب زاد |
ومن حسن حال الشّاربين يقيّؤ |
|
نها بالرغم من برق وساد (٢) |
ومن حسن ذا المحروم أنّ مدامه |
|
إذا غلبت تكسوه ثوب رقاد |
فيختلف النّدمان طرّا لروحه |
|
ويحدوهم نحو المروءة حادي |
ومن حسنه بين الورى ضرب ظهره |
|
فيمسي بلا حرب رهين جلاد |
مجانين في الأوهام قد ضلّ سعيهم |
|
يخففون بيعا بحسن غواد |
ومن نظمه في الإنحاء على نفسه ، واستبعاد وجوه المطالب في جنسه ، ممّا نظمته يوم عرفة عام خمسين (٣) وأنا منزو في غار ببعض جبال ألمرية (٤) : [الخفيف]
زعموا أنّ في الجبال رجالا (٥) |
|
صالحينا (٦) قالوا من الأبدال |
وادّعوا أنّ كلّ من ساح فيها |
|
فسيلقاهم على كلّ حال |
فاخترقنا تلك الجبال مرارا |
|
بنعال طورا ودون نعال |
ما رأينا فيها سويّ (٧) الأفاعي |
|
وشبا (٨) عقرب كمثل النبال |
وسباعا يجرون (٩) بالليل عدوا |
|
لا تسلني عنهم بتلك الليالي (١٠) |
ولو أنّا (١١) لدى العدوة الأخ |
|
رى رأينا نواجذ الرّئبال (١٢) |
وإذا أظلم الدّجى جاء إبلي |
|
س إلينا يزور طيف الخيال (١٣) |
__________________
(١) أصل القول : «وهل» وهكذا ينكسر الوزن.
(٢) هكذا ورد عجز هذا البيت ، وهو منكسر الوزن.
(٣) يعني عام خمسين وسبعمائة كما في نفح الطيب (ج ٨ ص ١٨).
(٤) القصيدة في نفح الطيب (ج ٨ ص ١٨).
(٥) في الأصل : «قوما» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٦) في الأصل والنفح : «صالحين» وهكذا ينكسر الوزن.
(٧) في النفح : «خلاف».
(٨) شبا العقرب : إبرتها التي تلدغ بها ، واحدتها شباة. محيط المحيط (شبا).
(٩) في الأصل : «يخترون» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(١٠) في الأصل : «الفيال» والتصويب من النفح.
(١١) في الأصل : «ولو كنّا» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(١٢) الرئبال : الأسد ، ونواجذه : أنيابه ، واحدها ناجد. محيط المحيط (رأبل) و (نجذ).
(١٣) في النفح : «خيال».