هو كان الأنيس فيها ولولا |
|
ه أصيبت عقولنا بالخبال (١) |
خلّ عنك المحال يا من تعنّى |
|
ليس يلقى (٢) الرّجال غير الرجال |
قال : ومن المنازع الغريبة ذمّ الأصحاب ومدح الأعداء ، فمن ذلك قولي : [المتقارب]
جزى الله بالخير أعداءنا |
|
فموردهم أنسى المصدر |
هم حملونا على العرف كرها |
|
وهم صرفونا عن المنكر |
وهم أقعدونا بمجلس حكم |
|
وهم بوّؤونا ذرى المنبر |
وهم صيّرونا أئمة علم |
|
ودين وحسبك من مفخر |
عدوّي بأول فدي مأثم |
|
وإن جئت بالإثم لم يعذر |
وأنت ترى تمحيص من يعد |
|
ل بين المسيء وبين البري (٣) |
ولا زوّد الله أصحابنا |
|
بزاد تقيّ ولا خيّر |
هم جرّؤونا على كل إثم |
|
وما كنت لولاهم بالمخبر |
وعدّوا من اكبار آثامنا |
|
فكانوا أضرّ من الفاتر |
أعارني القوم ثوب التّقى |
|
وإني مما أعاروني بري |
إذا خدعوني ولم ينصحوا |
|
وإني بالنّصح منهم حري |
فمن كان يكذب حال الرّضى |
|
يصدق في غضب يفتري |
بلى سوف تلقى لدى الحالتين |
|
يحكم النّفس هوى الفري |
فياربّ أبق علينا عقولنا |
|
نبيع بها وبها نشتري |
قال : وما رأيت هذا المعنى قط لأحد ، ثم رأيت بعد ذلك لبعضهم ما معناه : [الطويل]
عداتي لهم فضل عليّ ومنّة |
|
فلا أذهب الرحمن عنّي الأعاديا |
هم بحثوا عن زلّتي فاجتنبتها |
|
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا |
فوقع حافري على ساق هذا. قال : ومما نظمته ، متخيّلا أني سابق معناه : [الوافر]
خلسنا ليلة من كفّ دهر |
|
ضنين بالليالي الطيّبات |
__________________
(١) الخبال : الجنون. لسان العرب (خبل).
(٢) في الأصل : «تلقى» والتصويب من النفح.
(٣) في الأصل : «البر». والبري : أصلها : البريء ، وقد حذفت الهمزة للضرورة الشعرية.