وبغرناطة عن أبي الحسن القيجاطي ، وأبي إسحاق بن أبي العاص. وببلّش عن أبي جعفر الزيات.
تواليفه : منها (١) «الغرر في تكميل الطّرر» ، طرر أبي إبراهيم الأعرج. ثم (٢) «الدّرر في اختصار الطّرر» المذكور. وتقييدان على الرسالة ، كبير وصغير.
ولخّص «التهذيب» لابن بشير ، وحذف أسانيد المصنّفات الثلاثة ، البخاري ، والترمذي ، ومسلم (٣) ، والتزم إسقاط التكرار ، واستدراك (٤) الصّحاح الواقعة في التهذيب (٥) على مسلم والبخاري. وقيّد على مختصر الطّليطلي ، وشرع في تقييد على قواعد الإمام أبي الفضل عياض بن موسى (٦) بن عياض ، برسم ولدي ، أسعده الله.
شعره : أنشدني ، وأنا أحاول بمالقة لوث (٧) العمامة ، وأستعين بالغير على إصلاح العمل ، وإحكام اللّياثة (٨) : [الكامل]
أمعمّما قمرا تكامل حسنه |
|
أربى على الشمس المنيرة في البها |
لا تلتمس ممّن لديك زيادة |
|
فالبدر لا يمتار من نور السّها |
ويصدر منه الشعر مصدّرا ، لا تكنفه العناية.
محنته : أسر ببحر الزّقاق (٩) ، قادما على الأندلس في جملة من الفضلاء ، منهم والده. واستقرّ بطريف (١٠) عام ستة وعشرين وسبعمائة ، ولقي بها شدّة ونكالا ، ثم سرّح والده ، لمحاولة فكاك نفسه ، وفكّ ابنه ، ويسّر الله عليه ، فتخلّصا من تلك المحنة في سبيل كدية ، وأفلت من بين أنياب مشقّة.
__________________
(١) قارن بنفح الطيب (ج ٨ ص ٢٣١).
(٢) في النفح : «ثم كتاب الدرر ...».
(٣) قوله : «البخاري والترمذي ومسلم» ساقط في النفح.
(٤) في النفح : «واستدرك».
(٥) في النفح : «في الترمذي على البخاري ومسلم».
(٦) في النفح : «موسى برسم ولدي».
(٧) لوث العمامة : عصبها ولفّها. لسان العرب (لوث).
(٨) البيتان في نفح الطيب (ج ٨ ص ٢٣٠).
(٩) بحر الزقاق : هو الداخل من المحيط الأطلسي الذي عليه سبتة ما بين طنجة المغربية وبين الأندلس ، ويتسع كلما امتدّ إلى ما لا نهاية. الروض المعطار (ص ٢٩٤).
(١٠) جزيرة طريف على البحر المتوسط في أول المجاز المسمى بالزقاق ، وهي مدينة صغيرة.
الروض المعطار (ص ٣٩٢).