فأعرجوا (١) على أهل (٢) الكمال وسلّموا |
|
سلمتم وبلّغتم مناكم فأبشروا |
بنفسي لا بالمال أرضى بشارة |
|
إذا لاح نور في سناها مبشّر |
وما قدر نفسي أن تكون كفاء (٣) |
|
ولكنها جهد المقلّ فأعذر |
أقول إذا أوفيت أكرم مرسل |
|
قراي عليكم أنّ ذنبي يغفر |
وأحظى بتقريب الجوار مكرّما |
|
وأصفح عن جور البعاد وأعذر |
وأرتع في ظلّ الجنان منعّما |
|
وأمني بقرب من حماك وأجبر |
هناك هناك القرب فانعم بنيله |
|
بحيث ثوى جسم كريم مطهّر |
ودع عنك تطواف البلاد وخيّم (٤) |
|
بطيبة طابت فهي مسك وعنبر |
فخرت بمدحي للنّبيّ محمد |
|
ومن مدحه المدّاح يزهى ويفخر |
أطلت وإنّي في المديح مقصّر |
|
فكلّ طويل في معاليك يقصر |
ما بلغت كفّ امرئ متناول |
|
بها المجد إلّا والذي نلت أكبر |
وما بلغ المهدون في القول مدحة |
|
وإن أطنبوا إلّا الذي فيك أفخر |
عليك صلاة الله ما مرّ سبق |
|
إليك وما هبّ النّسيم المعطّر |
وقال يرثي ابنا نجيبا ثكله بغرناطة : [الطويل]
شباب ثوى شابت عليه المفارق |
|
وغصن ذوى تاقت إليه الحدائق |
على حين راق النّاظرين بسوقه |
|
رمته سهام للعيون رواشق |
فما أخطأت منه الفؤاد بعمدها |
|
فلا أبصرت تلك العيون الرّوانق |
وحين تدانى للكمال هلاله |
|
ألمّ به نقص وجدّت مواحق |
إلى الله أشكو فهو يشكى نوازعا |
|
عظاما سطاها للعظام عوارق |
ولا مثل فقدان البنيّ فجيعة |
|
وإن طال ما لجّت وجلّت بوائق |
محمد إنّ الصّبر صبر وعلقم |
|
على أنه حلو المثوبة سابق |
فإن جزعا فالله للعبد عاذر |
|
وإن جلدا فالوعد لله صادق |
وتالله ما لي بعد عيشك لذّة |
|
ولا راقني مرأى لعيني رائق |
__________________
(١) في الأصل : «فعرّجوا» وكذا ينكسر الوزن. وأعرجوا : ادخلوا في وقت غيبوبة الشمس. محيط المحيط (عرج).
(٢) في الأصل : «كمل» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) في الأصل : «كفّا» ، وكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «وخيمن».