الفتح صحبة قريبهم أبي الخطار حسام بن ضرار الكلبي ، وعند خلع دعوة (١) المرابطين ، وكانت لجدهم بجيّان رئاسة وانفراد بالتدبير.
حاله : كان (٢) ، رحمه الله ، على طريقة مثلى من العكوف على العلم ، والاقتصاد (٣) على الاقتيات من حرّ النّشب (٤) ، والاشتغال بالنّظر والتّقييد والتّدوين ، فقيها ، حافظا ، قائما على التدريس ، مشاركا في فنون من العربية (٥) ، والفقه ، والأصول ، والقراءات ، والحديث ، والأدب ، حفظة (٦) للتفسير ، مستوعبا للأقوال ، جمّاعة للكتب ، ملوكي الخزانة ، حسن المجلس ، ممتع المحاضرة ، قريب الغور ، صحيح الباطن. تقدّم خطيبا بالمسجد الأعظم من بلده على حداثة سنّه ، فاتّفق على فضله ، وجرى على سنن أصالته.
مشيخته : قرأ (٧) على الأستاذ أبي جعفر بن الزبير (٨) ، وأخذ عنه العربية والفقه والحديث والقرآن. وروى عن أبي الحسن بن مستقور. وقرأ القرآن على الأستاذ المقرئ الرّاوية المكثر أبي عبد الله بن الكمّاد ، ولازم الخطيب أبا عبد الله بن رشيد ، وسمع على الشّيخ الوزير أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن المؤذن ، وعلى الراوية المسن أبي الوليد الحضرمي. يروي عن سهل بن مالك وطبقته. وروى عن الشيخ الرّاوية أبي زكريا البرشاني ، وعن الرّاوية الخطيب أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن علي الأنصاري ، والقاضي أبي المجد بن أبي علي بن أبي الأحوص ، والقاضي أبي عبد الله بن برطال ، والشيخ الوزير ابن أبي عامر بن ربيع (٩) ، والخطيب الولي أبي عبد الله الطّنجالي ، والأستاذ النظّار المتفنّن أبي القاسم قاسم بن عبد الله بن الشّاط. وألّف الكثير في فنون شتى.
تواليفه : منها (١٠) كتاب «وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم» وكتاب «الأنوار السّنية في الكلمات السّنّية» وكتاب «الدّعوات والأذكار ، المخرجة من صحيح
__________________
(١) في النفح : «دولة».
(٢) قارن بنفح الطيب (ج ٨ ص ٥٨) وأزهار الرياض (ج ٣ ص ١٨٥).
(٣) في النفح : «والاقتصار» ، وفي أزهار الرياض : «على العلم والأقتيات من حرّ ...».
(٤) النّشب : المال ، وحرّ النشب : خالص المال. لسان العرب (نشب).
(٥) في النفح : «من عربية ، وفقه ، وأصول ، وقراءات ...».
(٦) في أزهار الرياض : «حافظا».
(٧) قارن بنفح الطيب (ج ٨ ص ٥٨) وأزهار الرياض (ج ٣ ص ١٨٥).
(٨) في النفح : «أبي جعفر بن جعفر بن الزبير».
(٩) ورد اسمه في النفح والأزهار : أبو عامر بن ربيع الأشعري.
(١٠) قارن بنفح الطيب (ج ٨ ص ٥٩) وأزهار الرياض (ج ٣ ص ١٨٥).