[البسيط]
هات (١) الحديث عن الرّكب (٢) الذي شخصا
فأجابني عن ذلك بقصيدة في رويّها (٣) :
لو لا مشيب بفودي للفؤاد عصى |
|
نضيت (٤) في مهمه التّشبيب لي قلصا (٥) |
واستوقفت عبراتي وهي جارية |
|
وكفاء توهم ربعا للحبيب قصا |
مسائلا عن لياليه التي انتهزت |
|
أيدي الأماني بها ما شئته فرصا |
وكنت جاريت فيها من جرى طلقا |
|
من الإجادة لم يحجم (٦) ولا نكصا |
أصاب شاكلة المرميّ حين رمى |
|
من الشّوارد ما لولاه ما اقتنصا |
ومن أعدّ مكان النّبل نبل حجا |
|
لم يرض إلّا بأبكار النّهى قنصا |
ثم انثنى ثانيا عطف النّسيب إلى |
|
مدح به قد غلا ما كان قد رخصا |
فظلت أرفل فيها لبسة شرفت |
|
ذاتا ومنتسبا أعزز به قمصا |
يقول فيها وقد خولت منحتها |
|
وجرّع الكاشح المغرى بها غصصا (٧) |
هذي عقائل وافت منك ذا شرف |
|
لو لا أياديه بيع الحمد مرتخصا |
فقلت : هلّا عكست القول منك له |
|
ولم يكن قابلا من (٨) مدحه الرّخصا؟ |
وقلت : ذي بكر فكر من أخي شرف |
|
يردي ويرضي بها الحسّاد والخلّصا |
لها حلى حسنيّات على حلل |
|
حسنيّة تستبي من حلّ أو شخصا |
خوّلتها وقد اعتزّت ملابسها |
|
بالبخت ينقاد للإنسان ما عوصا (٩) |
خذها أبا قاسم منّي نتيجة ذي |
|
ودّ إذا شئت ودّا للورى خلصا |
جاءت تجاوب عمّا قد بعثت به |
|
إن كنت تأخذ من درّ النحور حصا |
__________________
(١) في الأصل : «هلّت» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من النفح.
(٢) في الأصل : «الكرب» والتصويب من النفح.
(٣) في النفح : «فأجابني بقصيدة على رويّها أولها».
(٤) في النفح : «أنضيت».
(٥) القلص : جمع قلوص وهي الناقة. لسان العرب (قلص).
(٦) في النفح : «لم يجمح».
(٧) جرّع : سقي. والكاشح : المبغض. والغصص : جمع غصّة وهي عدم انسياغ الطعام في الحلق.
لسان العرب (جرع) و (كشح) و (غصص).
(٨) في النفح : «في».
(٩) عوص : صعب. لسان العرب (عوص).