وسقى ديار العامرية بعد ما |
|
وافى بجرعاء (١) الكثيب معينه |
يندى بأفنان الأراك كأنه |
|
عقد تناثر بالعقيق ثمينه |
ومحى الكثيب سكوبه فكأنه |
|
خطّ تطلّس ميمه أو نونه |
حتى إذا الأرواح هبّت بالضّحى |
|
مسحت عليه بالجناح تبينه |
وكأنّه والرعد يحدو خلفه |
|
صبّ يطول إلى اللقاء حنينه |
أو سحّ دمعي فوق أكناف اللّوى |
|
جادت بلؤلؤة النفيس عيونه |
والبرق في حلل السّحاب كأنه |
|
مكنون سرّ لم يذع (٢) مضمونه |
أو ثوب ضافية الملابس كاعب |
|
عمدت بحاشية النّضار تزينه |
هنّ الديار برامة لا دهرها |
|
سلس القياد ولا العتاب يلينه |
ولقد وقفت برسمها فكأنّني |
|
من ناحل الأطلال فيه أكونه |
قلبي بذاك اللّوى خلّفته |
|
ألوى بمزدلف الرّفاق ظعينه |
لا تسأل (٣) العذّال عني فالهوى |
|
هذا (٤) يخامر بالضّلوع دفينه |
إن يخف عن شرحي حديث زميرتي |
|
فعلى الفنون فريضة تبينه |
عجبا لدمعي لا يكفّ كأنما |
|
جدوى أبي عبد الإله هتونه |
محيي المكارم بعد ما أودى بها |
|
زمن تقلّب بالكرام خؤونه |
مولى الملوك عميد كلّ فضيلة |
|
علق الزمان ثمينه ومكينه |
يضفي إلى داعي النّدى فيهزّه |
|
وبملتقى الجمعين طال سكونه |
من ذا يسابق فضله لوجوده |
|
ويلجّ فيض البحر فاض يمينه |
إن تلقه تلق الجمال وقاره |
|
والحلم طبع والسّماحة دينه |
غمر الأنام نواله ومحا الضلا |
|
ل رشاده وجلا الظّلام جبينه |
أحيا رسوم الدين وهي دوارس |
|
ولطالما صدع الشكوك يقينه |
شمس الهدى حتف العدا محيي النّدا |
|
بحر الجدا طول المدى تمكينه |
ليث الشّرى غوث الورى قمر السّرى |
|
سنّ القرى عمّ القرى تأمينه |
فلبأسه يوم الوغى ولعزمه |
|
جاش الهزبر إذا الهزبر يخونه |
__________________
(١) في الأصل : «الجرعا» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «قد أذيع» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) في الأصل : «تسل» وكذا ينكسر الوزن.
(٤) في الأصل : «ذا» وكذا ينكسر الوزن.