الحسن بن القصير ، وأبي بكر بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي ، وأبي محمد عبد المنعم بن عبد الرحيم ، وأبي جعفر بن حكم الحصّار ، وأبي عبد الله بن عروس ، وأبي الحسن بن كوثر ، وأبي بكر الكتندي ، وأبي إسحاق بن الجلّا ، وأبي بكر بن أبي زمنين ، وأبي القاسم بن سمجون ، وأبي محمد عبد الصمد بن محمد بن يعيش الغساني. وكان من المكثرين في باب الرّواية ، أهل الضبط والتقييد والإتقان ، بارع الخطّ ، حسن الوراقة ، أديبا بارعا ذاكرا للتاريخ والرجال ، عارفا بالأنساب ، نقّادا حافظا للأسانيد ، ثقة عدلا ، مشاركا في فنون ، سياسيا. وروى عنه الأستاذ ، واعتنى بالرواية عنه. وقال الأستاذ : حدّثني عنه من شيوخي جماعة ، منهم القاضي العدل أبو بكر بن المرابط.
تواليفه : ألّف كتابه في «تاريخ علماء إلبيرة» ، واحتفل فيه. وألّف كتاب «الشجرة في الأنساب» ، و «كتاب الأربعين حديثا» ، و «كتاب فضائل القرآن ،» و «برنامج روايته» وغير ذلك.
مولده : سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وفاته : توفي في شعبان سنة تسع عشرة وستمائة ببلده (١).
محمد بن علي بن عبد الله اللخمي
يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بالشّقوري ، منسوبا إلى مدينة شقورة (٢) ومنها أهله ، صاحبنا طبيب دار الإمارة ، حفظه الله.
حاله : هذا الرجل طرف في الخير والأمانة ، فذّ في حسن المشاركة ، نقيّ في حب الصّالحين ، كثير الهوى إلى أهل التقوى ، حذر من التفريط ، حريص على التّعلّق بجناب الله ، نشأ سابغ رداء العفّة ، كثيف جلباب الصّيانة ، متصدّرا للعلاج في زمن المراهقة ، معمّا ، مخوّلا في الصّناعة ، بادي الوقار في سنّ الحشمة. ثم نظر واجتهد ، فأحرز الشهرة بدينه ، ويمن نقيبته ، وكثرة حيطته ، ولطيف علاجه ، ونجح تجربته. ثم كلف بصحبة الصالحين ، وخاض في السلوك ، وأخذ نفسه بالارتياض والمجاهدة ، حتى ظهرت عليه آثار ذلك. واستدعاه السلطان لعلاج نفسه ، فاغتبط به ، وشدّ اليد
__________________
(١) في التكملة (ج ٢ ص ١١٩ ـ ١٢٠): «وتوفي لخمس خلون من شعبان سنة تسع عشرة وستمائة ، وقال غيره : سنة عشرين». ومثله جاء في الذيل والتكملة (ج ٦ ص ٤١٨).
(٢) شقوره : بالإسبانيةsegura de la sierra ، وهي مدينة من أعمال جيان بالأندلس. الروض المعطار (ص ٣٤٩).