ومن لم (١) يمت قبل المشيب فإنه |
|
يراع بهول بعده ويراغ |
فيا ربّ وفّقني إلى ما يكون لي |
|
به للذي أرجوه منك بلاغ |
وفاته : توفي معتبطا في وقيعة الطاعون عام خمسين وسبعمائة ، خطيبا بحصن قمارش.
محمد بن سودة بن إبراهيم بن سودة المرّي
أصله من بشرّة عرناطة ، يكنى أبا عبد الله.
حاله : من بعض التواريخ المتأخّرة : كان شيخا جليلا ، كاتبا مجيدا ، بارع الأدب ، رائق الشعر ، سيّال القريحة ، سريع البديهة ، عارفا بالنّحو واللغة والتاريخ ، ذاكرا لأيام السّلف ، طيّب المحاضرة ، مليح الشّيبة ، حسن الهيئة ، مع الدّين والفضل ، والطّهارة والوقار والصّمت.
مشيخته : قرأ بغرناطة على الحافظ أبي محمد عبد المنعم بن عبد الرحيم بن الفرس ، وغيره من شيوخ غرناطة. وبمالقة على الأستاذ أبي القاسم السّهيلي ، وبجيّان على ابن يربوع ، وبإشبيلية على الحسن بن زرقون وغيره من نظرائه.
أدبه : قال الغافقي : كانت بينه وبين الشيخ الفقيه واحد عصره أبي الحسن سهل بن مالك ، مكاتبات ومراجعات ، ظهرت فيها براعته ، وشهدت له بالتقدم يراعته.
محنته : أصابته في آخر عمره نكبة ثقيلة ، أسر هو وأولاده ، فكانت وفاته أسفا لما جرى عليهم ، نفعه الله. توفي في حدود سبعة وثلاثين وستمائة.
محمد بن يزيد بن رفاعة الأموي البيري
أصله من قرية طرّش (٢).
حاله : طلب العلم وعنى بسمعه ، ونسخ أكثر كتبه بخطّه ، وكان لغويّا شاعرا ، من الفقهاء المشاورين الموثّقين ، وولّي الصلاة بالحاضرة ، وعزل ، وسرد الصّوم عن نذر لزمه عمره.
__________________
(١) كلمة «لم» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها من الكتيبة الكامنة.
(٢) طرّش : بالإسبانيةturro ، وهي قرية على ضفة البحر بين المنكب وبلش مالقة. راجع مملكة غرناطة (ص ٧٠) ففيه دراسة عن هذه القرية مع ثبت بأسماء المصادر التي تحدثت عن تلك القرية.