مشيخته : حسبما قيّدته من خطّ ولده أبي الحسن ، وارثه في كثير من خلاله ، وأغلبها الكفاية. فمنهم والده ، رحمه الله ، قرأ عليه وتأدّب به ، ودوّن في طريقه ، حسبما يتقرر ذلك ، ومنهم الأستاذ أبو محمد بن أبي السداد الباهلي ، ومنهم الشيخ الرّاوية أبو عبد الله بن عيّاش ، والخطيب الصالح أبو عبد الله الطّنجالي ، والخطيب الصالح أبو جعفر بن الزيات ، والأستاذ ابن الفخار الأركشي ، والقاضي أبو عمرو بن منظور ، والأستاذ ابن الزبير وغيرهم ، كابن رشيد ، وابن خميس ، وابن برطال ، وابن مسعدة ، وابن ربيع ، وبالمشرق جماعة اختصرتهم لطولهم.
تواليفه : وتسوّر على التأليف ، بفرط كفايته ، فمما ينسب إليه كتاب : «التجر الرّبيح ، في شرح الجامع الصحيح». قال : منه ما جرّده من المبيّضة ، ومنه ما لم يسمح الدهر بإتمامه ، وكتاب «بهجة الأنوار» ، وكتاب «الأسرار» ، وكتاب «إرشاد السّائل ، لنهج الوسائل» ، وكتاب «بغية السّالك ، في أشرف المسالك» في التّصوف ، وكتاب «أشعة الأنوار ، في الكشف عن ثمرات الأذكار». وكتاب «النّفحة القدسيّة» ، وكتاب «غنية الخطيب ، بالاختصار والتّقريب» في خطب الجمع والأعياد ، وكتاب «غرائب النّجب ، في رغايب الشّعب» ، شعب الإيمان ، وكتاب «في مناسك الحج» ، وكتاب «نظم سلك الجواهر ، في جيّد معارف الصّدور والأكابر» ، فهرسة تحتوي على فوائد من العلم وما يتعلق بالرواية ، وتسمية الشيوخ وتحرير الأسانيد.
دخوله غرناطة : دخلها مرات تشذّ عن الإحصاء. ولد عام ثمانية وسبعين وستمائة ، وتوفي بمالقة في صبيحة ليلة النصف من شعبان عام أربعة وخمسين وسبعمائة.
محمد بن محمد بن يوسف بن عمر الهاشمي
يكنى أبا بكر ، ويعرف بالطّنجالي ، ولد الشيخ الولي أبي عبد الله.
حاله : من ذيل تاريخ مالقة للقاضي أبي الحسن بن الحسن ، قال : كان هذا العالم الفاضل ممن جمع بين الدّراية والرّواية والتراث والاكتساب ، وعلو الانتساب ، وهو من القوم الذين وصلوا الأصالة بالصّول ، وطول الألسنة بالطّول ، وهدوا إلى الطّيّب من القول ، أثر الشّموخ يبرق من أنفه ، ونسيم الرّسوخ يعبق من عرفه ، وزاجر الصّلاح يومي بطرفه ، فتخاله من خوف الله ذا لمم ، وفي خلقه دماثة وفي عرنينه شمم. ووصفه بكثير من هذا النّمط.
ومن «العائد» : كان من أهل العلم والتّفنّن في المعارف والتّهمّم بطلبها ، جمع بين الرّواية والدّراية والصلاح. وكانت فيه خفّة ، لفرط صحّة وسذاجة وفضل رجولة