استحضرته يوما بين يدي السلطان ، وهو غفل لفكّ ما أشكل من معمّياته في الأعمال عند المطالعة ، فوصل بحال سيئة ، ولما أعتب بسببه ونعيت عليه هجنته ، أحسن الصّدر عن ذلك الورد ، ونذر في نفسه وقال : حيّا الله رداءة الخطّ إذا كانت ذريعة إلى دخول هذا المجلس الكريم ، فاستحسن ذلك ، لطف الله بنا أجمعين.
وفاته : توفي عام سبعة وستين وسبعمائة.
محمد بن الحسن بن زيد بن أيوب بن حامد الغافقي
يكنى أبا الوليد.
أوليته : أصله من طليطلة ، انتقل منها جدّ أبيه ، وسكنوا غرناطة ، وعدّوا في أهلها.
حاله : كان أبو الوليد طالبا نبيلا ، نبيها ، سريّا ، ذكيّا ، ذا خطّ بارع ، ومعرفة بالأدب والحساب ، ونزع إلى العمل فكان محمود السّيرة ، مشكور الفعل. وولّي الإشراف في غير ما موضع. قلت : وآثاره في الأملاك المنسوبة إليه ، التي من جملة المستخلص السلطاني بغرناطة وغيرها ، مما يدل على قدم وتعمّة أصيلة.
وفاته : توفي بمدينة إشبيلية سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، وسنّه دون الخمسين.
محمد بن محمد بن حسّان الغافقي (١)
إشبيلي الأصل ، غرناطي المنشأ ، يكنى أبا عبد الله ، ويعرف بابن حسان.
حاله : من «العائد» : كان من أهل السّرو والظّرف والمروءة ، وحسن الخلق ، تولّى الإشراف بغرناطة ، وخطّة الأشغال ، فحسن الثناء عليه. وله أدب ومشاركة.
حدّثني بعض أشياخنا ، قال : كنت على مائدة الوزير ابن الحكيم ، وقد تحدّث بصرف ابن حسّان عن عمل كان بيده ، وإذا رقعة قد انتهت إليه أحفظ منها : [مخلع البسيط]
لكم أياد لكم أياد |
|
كرّرتها إنها كثيرة |
__________________
(١) ترجم ابن الخطيب في الكتيبة الكامنة (ص ٢٤٥) لرجل يحمل الاسم نفسه تحت عنوان : «الشيخ الكاتب أبو عبد الله محمد بن محمد بن حسان الغافقي ، رحمه الله تعالى» ؛ والذي ترجم له في الكتيبة الكامنة كان قد بعث إليه شعرا في بعض المناسبات ، يعني أنه كان صديقه ، بينما المترجم له هنا في الإحاطة توفي سنة ٧١٣ ه ، وابن الخطيب توفي سنة ٧٧٦ ه. فاعلم.