الفضلاء ، مضطلعا بالأحوال التي أسندت إليه من ذلك. فلم يزل معتنى به ، مرشّحا إلى الخطط التي تطمح إليها نفس مثله ، مسندا النّظر في زمام العسكر الغربي إلى ولده الذي يخلفه عند رحلته نائبا عنه ، معزّزا ذلك بالمرتبات والإحسان ، تولّاه الله وأعانه.
شعره : مدح السلطان ، وأنشد له في المواليد النبوية. ورفع إلى السلطان بحضرتي هذه الأبيات : [البسيط]
مولاي ، يا خير أعلام السلاطين |
|
ومن له الفضل في الدنيا وفي الدّين |
ومن له سير ناهيك من سير |
|
وافت بأكرم تحسين وتحصين |
شرّفت عبدك تشريفا له رتب |
|
فوق النجوم التي للأفق (١) تعليني |
وكان لي موعد مولاي أنجزه |
|
وزاد في العزّ بعد الرّتبة الدّون |
والله ما الشّكر مني قاضيا وطري |
|
ولو أتيت به حينا على حين |
ولا الثّناء موفّ حقّ أنعمه |
|
ولو ملأت به كل الدّواوين |
لكن دعائي وحبّي قد رضيتهما |
|
كفاء (٢) أفعاله الغرّ الميامين |
وعند عبدك إخلاص يواصله |
|
في خدمة لم يزل للخير تدنيني |
وسوف أنصح كل النصح مغتنما |
|
رضى إمام له فضل يرجّيني |
جوزيت عني أمير المسلمين بما |
|
ترضاه للملك من نصر وتمكين |
وأنت أكرم من ساس الأنام ومن |
|
عمّ البلاد بتسكين وتهدين |
ومن كمثل أبي عبد الإله إذا |
|
أضحى الفخار لنا رحب الميادين |
محمد بن أبي الحجّاج خيرة من |
|
أهدي له (٣) مدحا بالسّعد يحظيني |
وجه جميل وأفعال تناسبه |
|
ودولة دولة المأمون تنسيني |
لا زال في السّعد والإسعاد ما سجعت |
|
ورق الحمام على قضب البساتين |
محمد بن عبد الرحمن الكاتب
يكنى أبا عبد الله ، من أهل غرناطة ، أصله من وادي آش.
حاله : كان طالبا نبيها كاتبا جليلا ، جيّد الكتابة. كتب عن بعض أبناء الخليفة أبي يعقوب ، واختصّ بالسيد أبي زيد بغرناطة ، وبشرق الأندلس ، وكان أثيرا عنده
__________________
(١) في الأصل : «التي فوق الأفق ...» وكذا ينكسر الوزن.
(٢) في الأصل : «كفا» وكذا ينسكر الوزن.
(٣) في الأصل : «إليه» وكذا ينكسر الوزن.