كم غيّر الدهر من حال فقلّبها |
|
وحال إخلاصه ممتدّة الطّنب |
سامي المكانة معروف تقدّمه |
|
وقدره في ذوي الأقدار والرّتب |
أكرم به من سجايا كان يحملها |
|
وكلّها حسن تنبيك عن حسب |
ما كان إلّا من الناس الألى درجوا |
|
عقلا وحلما وجودا هامي السّحب |
أمسى ضجيع الثّرى في جنب بلقعة |
|
لكن محامده تبقى على الحقب |
ليست صبابة نفسي بعده عجبا |
|
وإنما صبرها من أعجب العجب |
أجاب دمعي إذ نادى النعيّ به |
|
لو غير منعاه نادى الدمع لم يجب |
ما أغفل المرء عمّا قد أريد به |
|
في كل يوم تناديه الرّدى اقترب |
يا ويح نفسي أنفاس (١) مضت هدرا |
|
بين البطالة والتّسويف واللّعب |
ظننت أنّي بالأيام ذو هزء |
|
غلطت بل كانت الأيام تهزأ بي |
أشكو إلى الله فقري من معاملة |
|
لله أنجو بها في موقف العطب |
ما المال إلّا من الله فأفلح من (٢) |
|
جاء القيامة ذا مال وذا نشب |
اسمع (٣) أبا بكر الأرضى نداء أخ |
|
باك عليك مدى الأيام مكتئب |
أهلا بقدمتك الميمون ظاهرها |
|
على محل الرّضى والسّهل والرّحب |
نم في الكرامة فالأسباب وافرة |
|
وربما نيلت الحسنى بلا سبب |
لله لله والآجال قاطعة |
|
ما بيننا من خطابات ومن خطب |
ومن فرائد آداب يحبّرها |
|
فيودع الشّهب أفلاكا من الكتب |
أما الحياة فقد ملّيت مدّتها |
|
فعوّض الله منها خير منقلب |
لو لا قواطع لي أشراكها نصبت |
|
لزرت قبرك لا أشكو من النّصب |
وقلّ ما شفيت نفس بزورة من |
|
حلّ البقيع ولكن جهد ذي أرب |
يا نخبة ضمّها ترب ولا عجب |
|
إن التراب قديما مدفن النّخب |
كيف السبيل إلى اللّقيا وقد ضربوا |
|
بيني وبينك ما بقي من الحجب؟ |
عليك مني سلام الله يتبعه |
|
حسن الثّناء (٤) وما حيّيت من كثب |
__________________
(١) في الأصل : «الأنفاس» وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٢) في الأصل : «ما المال إلّا من الله قوى فأفلح من» ، وكذا لا يستقيم الوزن ولا المعنى.
(٣) كلمة «اسمع» ساقطة في الأصل ، وقد أضفناها ليستقيم الوزن والمعنى معا.
(٤) في الأصل : «الثنا» وكذا ينكسر الوزن.